هو مفرد : الشاعر الشيخ ستار الزهيري

عظّم الله أجور المؤمنين

              {{ هو  مفردٌ }}

هوَ مفردٌ؟ من قالَ إنّكَ مفردُ
ورحابُ هذا الكونِ فيكَ مُجَسدُ

ُوالنّازلاتُ الصّاعداتُ مواكبٌ
طافتْ على نورِ الهدى تَتَعَبَدُ

جذلى بما وهبَ الإلهُ لفخرِها
أنْ يستبدَّ به المقامُ الأوحَدُ

من قالَ أنَّكَ في العَرا مُستَصرِخاً
والثائرونَ على نصالِكَ غرَّدوا

أنتَ الحسينُ وما سواكَ ب لائهِ
نطقَ الزَّمانُ وطَلَّ منهُ  الفَرقَدُ

وتحشّدَ  التّاريخُ  ينظمُ  حَرفَهُ
فغَدَا مَصابيحاً هنا تتحَشَّدُ

منَحَ المَجرَةَ كُلَّ نجمٍ ثاقبٍ
ولهُ على عرشِ الثّريةِ مقعَدُ

هوَ ظامئٌ؟ من قالَ ذلكَ واهمٌ
كلُّ الخليقةِ من حياضِكَ تَرفدُ

إنْ مرَّ ليلٌ بانَ وجهُكَ مُقمِراً
وهمو برغمِ الضَّوءِ صبحٌ أرمَدُ

من قالَ إنَّكَ في الهَجيرةِ ساغِبٌ
وسنابلُ النُّعمى بكَفّكَ تُحصَدُ

مأوى الحيارى المَعدَمينَ ضريحُهُ
وحمائِمُ المأوى بذلكَ تشهدُ

النّاسُ تُستَخذى ورأسُكَ فارعٌ
رغمَ الرَّدى من فوقِ رمحِكَ يَرعدُ

لا تسألنَّ عن الحرائقِ إنَّها
نصرٌ وأنفاسُ الجِنانِ وسُؤدَدُ

هيَ موقدٌ للمارقينَ وحسبُهُمْ
أنَّ الجحيمَ بفعلهِمْ تتوَقَدُ

هو ميتٌ ؟ من قالَ إنَّكَ ميّتُ
والروحُ منكَ قصائدٌ تتجددُ

تحكي لنا قُصصَ الحياةِ لخالدٍ
أبدَ المدى يتلوكَ منها المَرقدُ

هوَ راحلٌ ؟ من قالَ أنَّهُ راحلٌ
ولهُ معَ النَّجمِ المُبَكِرِ مَوعدُ

ونَجيعُهُ في كلِّ قَلبٍ نابضٌ
منحَ البَقا وبه الوَرى يَتَمَرَّدُ

لا السَّيفُ أمكنَهُم لردِّ جَنانِهُ
عما يُريدُ وهلْ يُبادُ محمدُ

أنتَ الحسينُ ودونَ ظِلِّكَ جيشُهُمْ
فهمُ العَبيدُ وأنتَ وحدَكَ سَيّدُ

لا فرقَ ما بينَ الحياة وموتهِ
فكلاهُما فيهِ المَهيبُ الأَمجَدُ

قُلْ للمنايا إن يشئنَ مُحَدّثاً
فلهُ حديثٌ للقيامةِ مُسنَدُ

        ستار الزهيري