من رسائل حواء لآدم : الشاعرة مي عساف
"من رسائل حواء لآدم "
في الطريق..
نداءٌ مخنوق..
أنينُ حبرٍ سجين..
ظفائرُ قصيدةٍ تحتضر ..
دموعُ نجمةٍ .. وجثامينُ أحلامٍ..
وليلٌ يتساءل
من قيّدَ بسلاسلِ الصمت أفواهَ الكلمات؟
*******
في الطريق
انتظارٌ عقيم..
وقافلةٌ أخرى
تمضي باتجاه
مدنِ الصمت
وكهوفِ الأحزان..
وأنثى بداخلي تسأل
من خنقَ بداخلك صوتاً كان يؤذن قرب بسمتي
حيّ على خير النساء؟
*******
في الطريق..
ليلٌ يلقّنُ الناياتِ
بقيةَ أسرارِ الحزن
ووقتٌ بطيءٌ بطيء..
يعرفُ جيداً
كيف يحرقني قلقاً..
وعلى صليب
حلمٍ مطعونٍ
بصلاةِ فجر..
يشعلُ حولي
نيرانَ الخيبة..
وكلَّ مواقد الخذلان..
*******
في الطريق
من عقرَ ناقةَ صبري؟
من منع سقياها؟
من أحرق في قلبي نخلةَ مريم؟
من استنطقَ طفلَ مواجعي
في مهده؟
من أبعدك؟
وقد كان لك عندنا زُلفى وحسن مآب ؟
*******
في الطريق..
تعثّرت خطواتي
.
.
.
لم تنتبه..!!
سقطت دمعتي
.
.
.
لم تكترث..!!
بُتِرت ساق الأماني
ولم يسندها كتفك
وبينما أرقبُ حلماً معلّقاً على أبواب
غدٍ كاذب
كنتَ تبني ألف جدارِ شكٍ بيننا ما اتخذتَ عليه سوى دمعي أجرا ..
*******
في الطريق
من خرق سفينة أحلامي؟
من ضاقَ بأسئلتي
ذرعاً ؟
ومن غيري في لجّة هذا الأسى خيّب ظنوناً طالما تنبّأت أني.. "لن أطيقَ معكَ صبرا"؟
*******
لا تعاتب..!!
لا تسأل متى انطفأت ضحكتي؟
متى تلاشى
عطر الحنين؟
لا تفتح حُزمةَ جراحٍ
تركْتَها في كهوف الملح سنيناً عددا..!!
*******
لاتعاتب..!!
فوحدي
أحملُ على ظهري أنّةَ ليلٍ يشربُ نخبَ دمعي وقُبيلَ الفجر يتوضّأ بها..
ليصلي في قلبي فروضاً ونوافل..
*******
لا تعاتب!!
دعني أرممُ بداخلي حلمَ نجمةٍ مكسور ..
فمنذ أغواني
شيطانُ الشعر
وسوّلت لي القوافي بإنجاب أولِ قصيدة
وأنا ألملم حكايا محبرةٍ جائعة
تلتهمُ حروفي
بعد أن تنادمها
ليلاً..
شعراً..
عشقاً..
ثم على مهل..
تصوغها
من صلصال الحزن
و المواجع
*******
في الطريق
من أطفأ في غدي بسمةَ أملٍ كانت
تلهو على
ثغرِ النهار
وتغفو آمنةً
على كتفِ الليل..
من قدّمها قرباناً
لدم الصباح
فبأيِّ ذنبٍ أُعاتَب ..
*******
في الطريق..
لاتعاتب!!
ففي قلبي
بقيةٌ من طرائد أحلام ٍ أحلَّ العجزُ
سفكَ دماءها
وفي عينيِّ كلُّ أحزان النهار
فبدّد رياحَ الظنون
إن استطعت
وردَّ لقلبي
قميص اليقين
أو امضِ بعيداً
فقد بلغتُ من الحزن عتيّا..
Mai Assaf
تعليقات
إرسال تعليق