PNGHunt-com-2

رسائل (1) : الشاعرة سعاد محمد

رسائل..(1)

الغريقُ الّذي صارَ في عُهدةِ الشّطِّ..
وبعدَ أنْ جفَّ خوفُهُ..
هزَّ قبضتَهُ في وجهِ البحرِ:
"لن تنجو منّي في المرّةِ المقبلة"

لا بأسَ علينا يا صديقي، لا بأس
المُخرجُ الّذي أقحمَنا في هذه العاصفةِ، قال:
"كوني السّفينةَ لذاكَ البحرِ"
لكنْ يا صديقي..
لا خشبي كانَ كريماً، ولا موجُكَ عادلاً!
وغالباً ما يورِّطنا الشّعرُ بمغالاتِهِ التّوصيفيّة!

مرَّ على معركتِنا شعرٌ كثيرٌ،
وبدوٌ يبحثونَ عن فرسِ الاعتذارِ
تعالَ نرجئُ أحقادَنا لما بعدَ هذهِ القصيدةِ..
مشروبُكَ هذه اللّيلة على حسابي..
ولا تسلْ عن الطّعمِ،
فأغلبُ الحقائقِ لا تُقطفُ عن شجرِ الارتياح!
فرغمَ أنّي مسالمةٌ كمزهريّةٍ في بيتِ الحربِ،
لكنّني استنبطُ حتّى من ابتسامتي سلاحاً..
سلْ ذاكرتَكَ عن رمحِ صمتي اللّئيم!

أعترفُ أنَّ اسمكَ أعلى من رايةِ الظّفرِ..
وأنّ الأجاويدَ يرتمونَ في ظلالِكَ،
كأنهرٍ تسلِّمُ أرواحَها للبحرِ!
وأنَّ قولَكَ مرجعيّةٌ لأفرادِ عائلةِ الزّمن
لكنَّ صدرَكَ الذي تتوحَّمُ عليهِ الألقابُ، ضاقَ على صوتي!
وأعترفُ بأنَّ قلبي بَخّرَ بأنفاسِهُ شبابيكَ مقامِكَ..
وشكرَ أمَّ الحظِّ لأنّهُ ركبَ أراجيحَ صوتِكَ..
فلمَ أخفتَهُ بعصا البطولةِ؟!

قدْ أكونُ امرأةً ريفيّةً، تعصبُ رأسَها بمنديلِ العاطفة
تلوكُ الكلمةَ كعشبةٍ، وتمتصُّها لتفهمَ القلوبَ!
لكنّي لستُ ساقيةَ براءةٍ،
يتمرأى بها المحاربونَ, ثمَّ يرمونَ فيها حصى الغرور!
ولقرابتي بالطّيونِ, يا صديقي، نجوتُ من داءِ الهشاشةِ
لا يمكنكَ أن تُدخلَ طباعي إلى المدرسةِ،
أو أنْ تضعَ في عنقِ مخيّلتي جرساً!
إنّي امرأةٌ متيّمةٌ بالصّمودِ، أُغري بالاكتشافِ
أو بعبارةٍ أرقٌّ..
استوقفَكَ بأسي، وأغرَتكَ عفويّتي الصّاخبةِ..
بأنْ تكتبَ على زجاجِها قصيدتَكَ الخالدةَ..بحجر!

أراكَ بعينِ الغفرانِ الباردةِ..
كسورِ الصّيتِ العظيمِ..
تحرسُ مسوداتِ القيامةِ!
وأراني رهينةَ الطّريقِ
أمشي لعلّني أصادفُ قصيدةً تشبهني
أمشي وأرفلُ بخيباتي..
كمليونيرةٍ ترتدي كلَّ مجوهراتِها!
أكانتْ غايةً طروباً، أنْ تنتصرَ على امرأةٍ تتباهى بهزائمها؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي