PNGHunt-com-2

حكايتي مع إرهابية للشاعر محمد الزهراوي وقراءة للنقاد غازي الموسوي..عبدالباري الشاوي ..عبدالله شبلي

حكايتي..
مَع إرْهابِية
تعقيب / غازي أبو طبيح الموسوي

الشاعر محمد الزهراوي
أبو نوفل

هِيَ ذي ..
غِنائِيّةُ نُعاسي.
كانَتِ الْمَطرَ
الأوّلَ ولا زِلْتُ
أذكُرُ الْمَشْهَدَ :
كانَ ثَمَة ..
سَحالي تتَواثَبُ
كانَ لَها جَيْشُ
أريجٍ ووُحوشٌ
مِنَ الْغابَةِ.
كانَتْ تُطارِدُني
مَرّةً بالأجْراسِ
بِالعَناكِبِ والذِّئابِ
ومَرّةً بالشِّباك.
يا لُغَةَ الْجَبَروتِ
ماذا تُريدينَ
مِنّي وأيّة
خَطيئَةٍ ارْتَكبْت ؟
اسْتَدْرجَتْني
الْوَضاءَةُ إلى
كوخِها ولَمْ تكْتَفِ
بالْمُلامَسَة .
أرْضَعَتْني الحَليبَ
واسْتَبَحْتُ كُنوزَها
أثْناءَ الْمُغامَرَة.
اقْتَرَفتُ معَها
مُعْظمَ الخَطايا..
كَما في صلاةٍ
وهِي مُطْبِقَتةٌ علَيّ
بِكُلِّ الْمَعاصِمِ.
غرَسْنا العِنَبَ
عَلى أغْنِيَةٍ
واسْتشْعَرَ النّهْرُ
الْحَياةَ بِأعْماقِهِ.
حَتى آخِر اللّيْلِ
غُصْنا في
رَمادِ الجغْرافيا
الذي كُنّاه.
وكَمْ كُنّا جَميلَيْنِ
في تِلْكَ
الْخُلوَةِ الفاخِرة.
حيْثُ انْحَنَيْتُ
عَلى الشّقائِقِ
ماطَلْتُ الآسَ ..
أطْلَلْتُ عَلى البِئْرِ
تحْتَ بُروقٍ خُضْر
وَحَادَثْتُ الْمَلائِكَةَ
عَنِ الْمَشْهدِ.
كانَ ثَمَة ظِلالٌ
أرْيافٌ وأقاصٍ..
أعْشابٌ عِطْرِيّةٌ
بَجَعٌ يَعْدو
وَدِلاءٌ فارِغَةْ .
تَذَوّقْنا كُلّ
مُجونِ الأبَدِ
تَبادَلْنا الفَتْكَ
الأزْرَقَ تَحْتَ
رّيات حُمْر.
نَدَهْنا نِيَاقَ
الأبْعادِ في
سَكَراتِنا حَتى
تَجاوَزْنا الْمَغيب .
وتَراءَيْنا في
لُجّةِ القرْمزِ ..
إذْ تَخَطّيْنا الجَسَدَ
الرّجيمَ إلى
الْجِهاتِ الْبيض.
كانَ السّفَر سَحيقاً
حينَ اقْتَسَمَتْ
مَعي سَريرَ النّص .
وَغَدَوْنا ..
جُزْءاً مِنَ البَحْر.
إلى الآنَ تَلوحُ
لي تِلْكَ الإرْهابِيّةُ
الْباذِخَةُ تَفُكّ
أزْرارَها مَعي
في الكَيْنونَةِ.
ماذا كُنْتُ
أفْعَلُ مَعَ ذاتِ
الرِّدْفِ الْمَليكِ
وأنا الأعْزَلُ بيْنَ
ثَعاليِها في
ساحَةِ حَرْب.
لا زِلْتُ أذْكُرُ..
كانتْ تقْرأُ
عليّ بَعْض
الشِّعْر وتُلاعِبُني
بِبَراءَة طِفْلَةٍ.

محمد الزهراوي
أبو نوفل
----------------
تعقيب / غازي الموسوي

أن تكون بطلة هذه السردية الشاعرة هي اللغة ذاتها،فهذا يعني بالضرورة أنها ستُعبّر عن نفسها بأروع تجليات المجاز..
وأن تكون المعشوقة الأنثى هي القناع المخصّب الذي أسقط شاعرنا سماتها في تفاعل إيجابي بالغ الأثر على أداته التعبيرية المدهشة، أمر يدفع في دخيلة هذا النص البرناسي الأسلوب كثيرا من الحيوية الجاذبة اللافتة..
نحن بإزاء غلاف وبطانة إذن.. نوع من التورية الاستعارية الكبيرة ..
غاية شاعرنا تبيان مديات هيامه حد الاستغراق في محبوبته الأبدية
التي لا يمكنه الانفكاك عنها لحظة واحدة..حبيبة نذر حياته كلها من أجلها،فباتت بالنسبة إليه الحياة ذاتها،لكن الحياة بمعناها الانثروبولوجي العميق، إذ لا معنى لحياته بعيداً عنها..
هناك نوع من الزواج الكنسي بين الشاعر ومعشوقته التي عاشرها بنضج كبير ،حد المغامرة..
"
استدرجتني
الوضاءة الى
كوخها ولم تكتف
بالملامسة
أرضعتني الحليب
واستبحت كنوزها
اثناء المغامرة
اقترفت معها
معظم الخطايا
كما في صلاة?!!
وهي مطبقة عليّ
بكل المعاصم..
"
واضح جدا إخلاصك لفنك وشاعريتك أيها الاديب المغربي البالغ التميز أخي الأستاذ محمد الزهراوي أبو نوفل العزيز..
لغتك برغم عناقيدها البلاغية المنزاحة عن السائد المعتاد،وسرديتها الحكائية المتوالدة،عبر حدث وصفي قارئ مستبطن ،ظلت مفعمة بأمواه الشعرية ،فحازت على اروع أحوال الحيوية والجمال ..احسنت،
                 تحياتي ومودتي..

غازي الموسوي
- - - - - - - - - - -

تعقيب

كل تقديري واحترامي لك مولاي العزيز أحس في سردك لهذه القصيدة وعطاء معلومات واضحة عن شاعر مغربي من التميز في اللغة البلاغية عبر حدث وصف مستبطن وكلمات مفعمة بامواه الشعرية مالها من الجمال والحيوية فحازت علي غاية الشاعر في عملية تبيان مديات هيامة في حد الاستغراق في محبوبته الأبدية التي لا يمكن الانفكاك عنها لحظة واحدة الآن الشاعر نذرة حياته كلها من أجل حبيته فأصبحت له الحياة كلها والله مولاي العزيز استدرجتني في إحساسي لهذه المعلومات فوضعت نفسي انا في مكان الشعار وانت تفسر طبيعة حياتي اطلب من ربي بأن يحفظك والله انت عزيز على قلبي دمت رمز من رموز الشعر العربي الفصيح

   عبد الباري كاظم الشاوي
- - - - - - - - - - - - - - - - -

تعقيب

نعم الإختيار ابداعا وسبقا ونعم الإختيار قراءة ونقدا ، الشاعر الشامخ محمد الزهراوي أبو نوفل مبدع بالفطرة يطاول أعناق المجاز يروض القوافي بيسر من يتملكها أصلا وغريزة ، بصب الكلمات في مسبوك لجين وتبر خالص ، يتناول الضاد يوميا حتى غدت يومياته يعيشها في أدق تفاصيله ، فكيف لا يبدع ويتسامق من هذه خصيصته الكبرى وسمته المثلى.
هذا عن العمل وأصله ونبته ، أما عن غازي احمد ابوطبيخ فوالله كأن القلم ينتكس ويتراجع ثم ما يلبث أن يقدم ويتجاسر بعد أن يتلقى أمرا منه باشارة من يده التي عجنت الضاد وخبزتها فخضعت له وطاعت ودانت ، بعد أن قالت له : " أنا لك وأنت لي وأنا وأنت سيان ، شكلني كيف شئت أنى شئت وحيثما شئت فأنا طوع أمرك و تحت إشارة من بنانك " . هذا قليل من كثير في حق آفاق نقديه زميلي العزيز الذي وإن حاول البعض مجاراته نقدا وأدبا وشعرا - وذلك محال من المحالات القليلة - فقد تميز عن غيره تميزا فريدا لا يحوزه غيره أبدا : تواضع جم فريد ، صفاء روحي سامق ، صدق ونقاء شامخ ، لين جانب لا يماثل ولا يضاهى ، مشاعر جياشة تحمل الحب والدعة والسكينة حيثما حل الرجل. هذه المشاعر لا تكاد تنتهي إلا لتبدأ من جديد.
فللرجل خبيئة صدقوني لا يعلمها إلا الله
 
   عبد الله علي شبلي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي