بلا بوتكس : دكتورة ناديا حماد
بلا بوتوكس
---------
الآن
وبعد مضي نصف العمر وأكثر ،،
أعيش بنصف أمل
و نصف حلم
وأقيم في نصف وطن ،،
كبرتُ بما يكفي
لأتصالحَ مع هذا العالم الخشن ،
لم يعد يغريني مديح زائف
ولا همساتٍ ناعمة
ولا تعنيني نشوةُ عطر
لم أعدْ أكترث كثيرا لتقلّبات الزمن
كبرتُ بما يكفي
لأقف بكامل هشاشتي
بوجه الحياة
وأقول لرفيق عمري
الذي لم يعرف يوما كيف يحبُ نفسه :
تعالَ نزيل حطام الأمس و نسند بعضنا
لنعيش ماتبقى لنا بهدوء ،
دون أن ننتظر حدوث أشياء عظيمة ...
دعنا نتحرر
من زيف الأقنعة
نهدم الجدران والفواصل و نتشارك الرؤى ..
كبرتُ بما يكفي
لتنبت حول فمي تجاعيدٌُ كثيرة
رسمها حزني و فرحي
قلقي ...وانتظاري
لن أخفيها بجراحة
ولا بحقن البوتوكس ...
هي تدوينة حياتي
فوق وجهي
تتلاشى قليلا
حين أبتسم لك..
كبرتُ بما يكفي
لأبتعد عن التفاصيل المملة
وعن بذل جهود بلاجدوى
بعد أن أتعبتني
السّباحة بعكس التيّار ....
كبرتُ بما يكفي
لأستمتع معك بفنجان قهوتي
وأكمل الباقي من قصتي،
لازال أمامنا بعض الوقت . ..
و لا زال الفضاءُ يتّسع
لأحلامٍ بسيطة نزرعها معاً بعيدا عن رائحة الحروب
في الجانب الآخر من العالم ....
...............
د.ناديا حمّاد
تعليقات
إرسال تعليق