PNGHunt-com-2

أمارة الشعر : بقلم الشاعر مهند صقور

الشّعَرَاءُ نُفوسٌ وُلِدَتْ عَلَى أيدي الحُورِ قُربَ سُدّةِ عَرشِ اللهِ .., فَجَاءَتْ كَلِفَةً بِالجَمَالِ .., تطُوفُ عَلَى زرابيهِ في بَابِلَ , وأوغَاريتَ , وعَمريتَ , ووادي المُلوكِ حتى إذا فرِغَتْ مِنَ الطّوافِ خَرَجَتْ عَلَى النّاسِ بِنَفَثَاتٍ هِيَ ألوانُ الطّيفِ تأخُذُ العُقولَ فَلَا تَدري أبَوحُ خَميلَةٍ يَذهَبُ بِهَا أم تَغريدُ البَلابِل ..؟, كُلّ مَا تَدريهِ أنّ رَشَاقَةَ التّعبيرِ وحَلَاوَةَ الألفَاظِ جَعَلَها تُبَارِكُ الوحي .., وتُشرَعُ في التّسبيح ...

=========== " أمارَةُ الشّعر"

وقلْ هُوَ الشّعرُ وَحيُ الخَالِقِ الأزلِ
======================= في البَدءِ كانَ , وَلَمْ يَبرَحْ , وَلَمْ يَزَلِ

وَحيٌ تَنَزّلَ مِنْ عَليَاءِ " عَبقَرِهِ "
==========================  آياً تَنَزّهَ عَنْ لَغوٍ وَعَن هَزَلِ

لَا تَعدو عَينَاكَ عَنْ ألوانِ قُدرَتِهِ
========================= إلَى سِواهُ مِنَ الأديانِ والنّحَلِ

فالشّعرُ : أسئِلَةٌ حَيرَى مُسَافِرَةٌ
========================= يُرَاوِدُ القلبُ فيها أصعبَ السّبُلِ

والشّعرُ صَعبٌ وإنْ يَبدو لِنَاظِرهِ
========================== سَهلاً فَلا تَتَعَدّ الحَدّ واعتَدِلِ

قُلْ لِلّذي يَدّعي إدراكَ غايتهِ :
=========================== دَعِ التّعلّلَ بالأحلامِ والأمَلِ

كَمْ زَلزَلَ الشّعرُ طُغيَانَاً وحَطّمَهُ
======================== عَبرَ العُصورِ وإنْ كذّبتَ فَلتَسَلِ

يُنبيكَ " فِرجيلُ , بَاخوسٌ وخمرتُهُ
==================== " تَمّوزُ " قالَ : فَسَلْ مَنْ شِئتَ مِنْ رُسُلِ
الشّعرُ بُوصَلَةُ الإنسَانِ مِنْ أزلٍ
======================== تُضيءُ تَخبو ولَكِنْ دُونَمَا أفلِ.؟

ورَوضَةُ الشّعرِ إمّا فَاحَ عَابِقُهَا
======================== تَنَفّسَ الصّبحُ بَينَ السّطرِ والجُمَلِ

قِفْ, واخلعِ النّعلَ أنتَ اليومَ في حَرَمٍ
========================= مُقَدّسٍ خُصّ بِالتّشريفِ والحُلَلِ

واتركْ لِروحِكَ أنْ تَرتَادَ عَالَمَهُ
=========================== تَأمّلاً وهُيامَاً في ذُرا المُثُلِ

وإنْ أرَدتَ دَلِيلَاً فَالتَمِسْ جَبَلَاً
========================= يُخبِركَ كيفَ تَجَلّى اللهُ لِلجَبَلِ

واقرَأ مِنَ الشّعرِ آيَاتٍ مُقَدّسَةً
======================= وَصَلّ فَرضَ صَلَاةِ الشّعرِ وانتَفِلِ

=========== ***

يَا خَجلَةَ الشّعرِ يَعلو الهُزوُ هَامَتَهُ
======================= يَا غُصّةً أُضمِرَتْ في القَلبِ لِلثّقلِ

تَبَوّأ السّاقِطُونَ النّاعِقُونَ ذُرَا
======================= كَانَتْ لَنَا وَغَدَا الأعلونَ في الوَحَلِ

واستَسْهَلَ الشّعرَ أوبَاشٌ زَعَانِفَةٌ
========================== وهَلهَلوهُ أهَازيجَاً عَلى مَلَلِ!

إنّي لَيُحْزنُني أنّا عَلَى جُرُفٍ
======================== هَارٍ أقَمنَا صُروحَ الوهمِ والخَبَلِ

=========== ***

يَا شِعرُ عُذرَاً إذَا مَا خَانَني كَلِمِي
======================== واستَوقَفَتنِي عَلَى أوجَعِهَا جُمَلِي

مَا أنتَ إلّا إِلَهٌ فَيضُ قُدرَتِهِ
========================= أضَاءَ فِينَا دَياجي الوهمِ بِالشّعَلِ

أكبَرتُ هَيكَلَكَ القُدسِيّ عَنْ دَنسٍ
========================= وَعَنْ نُبُوّةِ أقوامٍ مِنَ الخَوَلِ.؟

مَا دَامَ نَبعُكَ رَقرَاقاً لِباصِرَتي
======================= فَلستُ ألوي عَلَى نَضّاحَةِ الوَشَلِ

فَلَا تَلُمني فَحرفي بَاتَ مُرْتَهَنَاً
======================== في قَبضَةِ الغَيبِ مَلقِيّاً عَلَى طَلَلِ

مُنذُ " امرِئ القيسِ" لم تَبرحُ تُرَاودُني
======================= عَنْ خَمرَةِ الثّغرِ مِنْهَا : رَبّةُ الغزَلِ

أنَا القرأتُكَ وحيَاً صُبّ مِنْ أزلٍ
========================= تُنيرُ دَربِيَ في حِلّي ومُرتَحَلي

يَهَابَني الكَونُ إمّا قَالَ خَالِقُهُ :
======================= لَكَ الأمَارَةُ - بِاسمِ الشّعرُ – فَاحتَفِلِ

شِعر
د . مُهنّد ع صقّور
سوريا .. جبلة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي