إذا حل الخراب : بقلم الشاعر حسين ديوان الجبوري
إِذا حَلَّ الخرابُ
________________________
مهلاً إِذا حَلَّ الخرابُ بخاطري وَأَضُعْتُ عمري خاسراً في خاسرِ
لمْ يُبْقِ لي هذا الحصارُ وسيلةً
تمضي بها صوبَ النجاةِ نواظري
يا مانح الدنيا لذيذ شَرابُها
أعط ذليلا أجر شُكْرَ الصابرِ
إِنِّي وقدْ حَطَّ الظلامُ بمقلتي
أرنو إلى ربٍ كريمٍ قادرِ
يا أَيَّها الليلُ الطويل أَلا ترىٰ
لك سطوة فأَصِبْتنا بمسامرِ
أَصحو وفجري لا يَشُعُّ بنورهِ
وكأنَّ يومي عاجز كالقاصرِ
رِقِصِتْ على لحنِ السلامةِ مهجة
كسحائبٍ يُرْعِدْنَ غيرَ مواطرِ
تعطيك من وهجِ السرابِ تفائلاً
حتى لُتُخْفي باطناً كالظاهرِ
فَشَرِبْتُ من كأسِ الملامة أَدْمعي
حتَّىٰ تراني حائراً كالغابرِ
هي لوعةٌ بين العيونِ اَنينُها
كتجارةٍ ذهبتْ سدىً من تاجرِ
فَحَمَلتُ ما تَنْاى الجبالُ بحملهِ
حتَّىٰ تراني واقفاً في الآخرِ
كيف النجاة إِذا يَحِلُّ رحيلها
والموت بين معاجلٍ ومباشرِ
ما كلُّ منْ سكنَ القصور بآمنِ
قَبْرٌ عَلاهُ الترب بين مقابرِ
لاصوتَ بعدَ الموت يطرقُ سَمْعَنا
إِني فَلَسْتُ على الجوابِ بقادرِ
هَيهات قدْ أَزِفَ الرحيل بموعدٍ
حسبي صَبِرْتُ على الأذىٰ كمثابرِ
لا تَنْثَني هِمَمُ الرجال إِذا قضىٰ
وَطْرٌ تَجَدْدَّ غيرهُ في الخاطرِ
لكنَّ كلِّ حكايةٍ إذْ تنتهي
والكلُّ بين معاودٍ ومسافرِ
----------------------------------------
بقلم / حسين ديوان الجبوري
بغداد
28.9.2020..
تعليقات
إرسال تعليق