رفقا بالقوارير : بقلم الأستاذ علي الأديب
رفقا بالقوارير
إليك أيها الزوج الحبيب، يا من رُزِقَ بخير متاع الدنيا، ألا وهي الزوجة الصالحة، كما قال الرسول الكريم: (الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة)
تزوجتها وأسعدتها في أول أسبوعٍ وربما لشهر...
ثم ماذا؟
خرجتَ من منزلك لتذهب إلى عملك أو لسفرة أو غير ذلك...
ثم بعد عودتك، وجدتَ زوجتك حزينة ومنهارة ولربما تتفاجأ بكونها لن تؤدي واجباتها معك كالعادة...
ثم ماذا تكون ردتُ فعلكَ؟
تقوم بزجرها وتوبيخها وتزيد على نارها حطبا!
هل أنتَ مقتنع أن سعادة ونجاح حياتك الزوجية تكمن في السطوة والقسوة؟
هل هذا جُلّ ما تملكه من فن التعامل مع زوجتك وأُم أبنائك التي هي وصية الرسول عليه الصلاة و السلام فينا؟!
عزيزي هل سألتها ما بكِ؟ هل حاولتَ أن تتفهم ظرفها، وأن تجد معها حلّا؟
ربما كانت مهمومة لتدهور صحة أحد أقاربها، أو صُدِمَتْ بخيبة أحدهم لها.
حتى وإن قصَّرت معكَ، أو كانت مشكلتها معكَ أنتَ
تعامل معها برفق ولين، حاول أثناء شجارها معك أن تشعرها بأنكَ لن تتخلى عنها ولن تقسو عليها وأن تشعرها بدفء مشاعرك وحنينك
ضمها بين ذراعيك وقل لها: تكلمي بما شئتِ وحطمي كل ما حولك، فإن مكانك في القلب عامر يغرد بأشجن الألحان،
نذكر ردا لأحد الفلاسفة لمثل هكذا مواقف ألا وهو:
الفيلسوف سقراط حينما صرخت في وجهه زوجته و سكبت الماء عليه، قال لها :
(ما أجملك عندما ترعدين و تبرقين ثم تمطرين)
هكذا كلمات تكون أشبه بختم على القلب يوثق صدق حبك لها.
ألم يَقُلْ سيد العارفين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (رفقا بالقوارير)
هذا وصف دقيق لها ولكيفية التعامل معها
فعاملها كما تعامل الزجاجة حين تكون بين يديك
ألم تحملها برفق وتضعها برفق، خشية من أن تَكسرها؟
أليس أي غبار يحلّ عليها سوف يخفي جمال نقوشها وصفاءها؟
فكما يخفي جمالها بسهولة (لم أقل يُفقِدها جمالها، لأن جمال المرأة أَجَلّ) كذلك يمكنك أن تزيله بسهولة
فالمرأة كالفراشة... وردة تستنشق منها العبير كفيلة بإسعادها.
لكن إياك أن تكسرها،حينها كلما حاولت أن تلملمها سوف تٌجْرَح!
لا تنسَ عزيزي أن الله سبحانه و تعالى خلقنا وميّزنا عن الجماد بالروح
فأرواحنا تحتاج إلى أرواح كي تأنس بها، فكلما كانت هذه الروح الأخرى أشبه بروحنا يكون ذاك أكثر تحقيقا للسعادة والبهجة
لذلك لا تجعلها وحيدة تائهة مكسورة الخاطر تبحث عن نفسها بين سطور الشعراء وسحر الأدباء
بل إجعلها تعثر على أدق تفاصيلها وكل ما تحلم به في ثنايا فؤادك وفي شرود نظراتكَ إليها
إجعلها تشعر بأن صوتها أجمل الألحان إليك، وكلامها دفء وأمان.
وفي الختام أقول لك: كن لها سندا يعوضها حنان أمها وهمة أبيها وغيرة أخيها
كن لها ما يكون القمر لليل وما يكون النظر للإنسان.
✍️علي الأديب
تعليقات
إرسال تعليق