PNGHunt-com-2

رؤية بقلم الناقد حميد العنبر الخويلدي في نص/عصفور قلبي/ للشاعرة سميحة من الجولان السوري

النص المهجور. .....لشاعرة من الجولان المحتلة ..
   ....... عصفور قلبي
رؤيا من قبل الأديب حميد العنبر  الخويلدى
قراءة و رؤية من ضوء توهجت به احرفي و اينع بِه نصي المتواضع  و وقفة مشرقة لنصافح بظلالها شموس الكلم وبعطرها المغمس بعطر الجمال أقمار البيان وهذه البصمة الأنيقة التي زينت الحروف وغاصت في لب معناها
تحية تقدير لشاعرنا و اديبنا المبدع حميد العنبر الخويلدي .
لهذه الاضاءه و جمالية الابحار في حروفي المتواضعه
شكري و اعتزازي اديبنا الراقي

النص المهجور.....
             
         ياطفل قلبي
قد ضاعت أنامل الخُطىٰ (برحا) الماضي الذي هزم وبتر عصفور قلبي (من على) سياج (أضلاعي)..
خفق (جناحيه بشوارد) الموت( وقلبي صار)(كقصةٍ مهجورةٍ) بملامحِ وجعي (كالُغةٍ) تتربص هزيمتها (بصهيلِ) لسعات روحي (اللائذة من) نار زفيرها المتقدة بمجامر التياعي وبدبيب جسدك الغافي تحت الثرى
.أدرك ان (الذاكرة) تخبر أنفاسي (الزافرة) عن كم  الفقدان الموثوق (بحفرةِ) وجعي.
لتُغرق شهقاتي (معزوفة) الناي على اذرع معانيك
يمتشقني وزر المجاز  بعرم ذاكرتي (لحناجرٍ مكلومة)(ونياطي المثلومة)
تستحضرك لوعتي ويخنقني ضياعي بك تصطادني ملامحك يا طفل قلبي
يلهث معك تناثري واتقلص كشذرات
اتلاشى بثغر قسماتك استنبتك عشبا  بجبين وحدتي  وحرائش سبلك
  تتجول بكلي  وظلي ادلهم مكامن رؤياك الذبيح (بطيات صفحاتي)
لتمزقني (دهشةً مسعورةً) صراخها خناجر مرايا  القبور  تصفع أضلعي المدماة عناق الفقد  
..خارج مأتم القصيد أزف كحل حرفي المعتق مكابديي الدامي أعماق طواياك تحت دثار انشطار اضلعي احتضارك  يتشظى حافيا اديم روحي
باهته اوتار عزفي في سرب عمري تهمس وجعي
طفلي
... انت وحدك تحلق عصفوري مأتم قلبي مستطردا أهداب الآه. بفجيعتي
جثمانك بحواسي هسيس  فوضى يعزفني
ذرات (شاردة صاخبة)(احتضنتْ) بقايا حسرتي.
.....  أشتاقك طفلي..
............................... ..................................
......................................................
......................................

   (( توظيف السحري....
           في ابتكار جمال النص  )) 
======================
    هكذا تسللت انفاسها الحَرّى ، لتعبرَ شراكَ الحصار  والخيبة والوحشة ،
لتصل الينا من هناك  ، من البعيد الذي طال ومضى عليه دهرٌ لم يخجل .دهرٌ عنيدٌ..ياويح ليلها وياويح نهارها..وهي الفاقدة النائحة
الثكلى..
لقد غاب ذلك القمرُ البديعُ ..الذي ماإِن حلمت به ُ، فبالمباشر انثالت شآبيب السعادة على قلبها..على روحها..
وكما باتت تراه قبل افوله..ذاك الامل
والحلم الذي قد يكسر القفل.ويفك المغلق  وينسف جدران الكهف   فيختلط النبعُ على النبعِ والحب على الحب..
/سميحه/ المبدعة من جولاننا الحبيبة
من ذلك الليل المكحل بالاسى والدمع والتذكّر..
من جملة قالتْها باكثر من صدق جارف..
( ضاعت انامل الخطى....
برحى الماضي...
الذي هزم وبتر عصفور قلبي
من سياج ضلوعي...)
صورة شعرية من السرد التعبيري الباهر..تكاد تكون ان نرى تفرداً بمنهجها الابتكاري..فلعلها ونعني الشاعرة تملك حسّاً لغوياً ثريَّ المفردات والمرادفات كثير التوالد والاشتقاقات. كالشجر الغضير.
هكذا تصادفك سميحه في اسراب لغتها..وكأنّ طيور القطا فزت من آباطها..لتقطع المسافات باتجاه هجرة الخلق والابتداع..هكذا تنفتق اكمام الوقت وينفتح باب الشجن والشوق..
فتقبل عليك التراكيب اللفظية كطباق امواج البحر..موجةٌ تركب موجةً..
ناهيك عن السحر والحسن والبداعة
اذ تظفر بمُحدَثاتٍ يشوبها تميّزا فنيا
وكجملة..
(الذي هزم وبتر عصفور قلبي
من سياج ضلوعي..)
اي مخيلة شعرية امتازت بها زميلتنا
يالها من براعة وبداعة..بحيث تستجلب خامةً تعادلُ عيارَ حزنها على ولدها المفقود..ولكن باي التقديم والصياغات ..
كلمة/ بترَ/ ليس اختيارا عاديا منهجيا ..وياتي بعدها اي بعد البتر
كلمة مصورة هي عصفور...هذا محدثُ صنعٍ مائزٍ
لايصح الا عند مبدع مؤهل حقا
( بتر عصفور قلبي من سياج ضلوعي.)
دهشةٌ انها الدهشة فعلا...
البترُ ممكنُهُ الواقعي قد يكون لاصبعٍ او لجزء من جسد
واذا بالابداعية السحرية.تعرض البتر على صورة قائمة لمخلوق باهر هو طفلها الحبيب مفقودها ..نعم كانت سميحه تجيد فعل التلاون والمعادل بين الحدث المؤلم كمعنى وبين ما يحمله من لفظ يتفق معه
هي فقدت عزيزا بالواقع..لكنما حين امست ترثيه. تحولت الى اخرى.. فبدلا من ان تقولَ فقد مني طفلي لبة قلبي..او افل بدرُ عيوني..ما ارتضت بهذي التواصيف..ابدا
الا ان وقفت عند اختيار بتر والبتر ابلغ ايلاما وحزنا..في البتر  يعني الفقدان يعني ان مكانه اصبح خاليا..
وهنا الفنية او الشعرية بين الدال ومدلوله المعبر عنه...
( وقلبي كقصة مهجورة. للغه تتربص هزيمتها صهيل  شريان روحي )
ادرك ان الذاكره تخبر انفاسي الزافرة..
عن كم الفقدان الموثوق بحفرة وجعي...)
يغريك التوصيف حين تمسح /سميحه/ دمعها من جانب وتمسح من جانب آخر جغرافيا الحدث التراجيدي..بابنها المفجوع..
فانظر كيفية خدمة الغرض واختيار مسميات الرمز الجمالي..
/قصة مهجورة/ بملامح معدومة
هذا التقارب والتناسق للالوان..لم تجد نشازاً.. هجر وعدم
قصة هجرها التذكر...اشتقت معنى  منها تشاكلياً ، هو انعدام ملامح.. وهذا بارع ، فمن هجر غاب ولم تر ملامحَه..
هنا المَكَنةُ الفنيةُ التي يغطي بها المبدع مساحة البنية النصية
يغرس ادهاشا بعد ادهاش..بحيث يخلق من الحدث المباشر قصةَ جمالٍ وتاريخا يمسك الذاكرة لايبيد..
( يلقي القبض على ذاكرتي...
يستحضرك طفلي
فيخنقني ضياعي بك
وتصطادني ملامحك
ياطفل قلبي
ليلهث معك تناثري.......)
سميحه تجيد مبدأ التحوّل في تقانات الربط بين ان يكون خطابها حضورا..وتبث احزانها وبكائياتها
وبين ان تستخدم الغياب
فتغور بالمستتر وتبدي تولول على اهاب غاب وافل وتعلم جيدا انه لم يَعُد..
هكذا اخذتنا معها هذي الرّبّةُ الى مشهد يمرق كالسهم بقلب المحب..
ولكن من جانب آخر ...
وهو الاصل نراها مؤمنة اصيلة متماسكة عليها وقارها
متعقلةً انه زرعُ اللهِ وغرسه..
فالرب احكم وادرى وما عليها الا ان تبلع غَصّتَها وتثابر مع الوقت..بايات الصبر الجميل...
.................................................                            ا.الاستاذ حميد العنبر الخويلدي
        حرفية نقد اعتباري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي