PNGHunt-com-2

شارع الشواف : بقلم د.محفوظ فرج

شارع الشواف
—————-
أنا شارِعُ الشوافِ
مَنْ سَكَنَتْ به الأرواحُ والأجسادُ
لا تَقوى بأنْ يوماً تفارِقُني
فأنا بأحضاني ملاعبُها التي فيها الصِّبا
معهمْ كبرتُ
سأظلُّ أُمسِكُ
في تلابيبِ المحبينَ القدامى
أقولُ لهم :
لا تأبهوا إنْ داسَ فوقَ ثرايَ غيرَكُمُ
ما دامَ أنفاسٌ معطرةٌ لكمْ 
تسري بأنحائي
أنا  جنَّةٌ مُمْتدةٌ
من نهرِ دجلةَ لي خطى
فيها وصلتُ إلى  بابِ الإمامينِ
إذهبْ لبابِ السورِ سوفَ ترى هناكَ
في عنقِ الهوى كلَّ الذين
على المدى نادمتَهم
فسيلتقيكَ هناكَ
مَنْ يُنْبيكَ : ما يحيي صباحَكَ بالبشائر
سترى تقاطرُ  فلّاحينَ
من حاوي البساط توافدوا بدوابِهم
أحدٌ بهمْ باعَ الطماطمَ عندَ جدعان
وَآخرُ  باعَ  باذنجانَهُ دكانَ فاضل
وترى بُنَيّاتٍ بزيٍّ واحدٍ وشرائطٍ بيضاءَ
مثلَ طيورِ جَنّة
يهفو الرصيفُ لَهُنَّ
يقولُ : دسُنَ على
فؤادي كمْ أحبُّ مروركنَّ
يعبرنَ فسحةَ شارعِ الشوافِ
نحو َالمدرسة
الفاتناتُ الناعساتُ الطرفِ 
في وهجِ الصباحِ
يسْلِبْنَ النهى بقدودِهِنَّ
تاجُ الحياءِ على الرؤوسِ عباءةٌ
حتى يصِلْنَ الثانوية
سترى هنالكَ كلَّ شبرٍ ناطقٍ
ومن اليمينِ هناكَ دعوى للجلوسِ
أمامَ قهوةِ شاملٍ
ياتيكَ كوبُ الشايِ نكهتُهُ
تعيدُ لصاحبِ السبعين
عهدَ شبابِهِ
قفْ هاهنا عمالُ مصريون
زوارٌ  من البحرين
في العمقِ لي دُرَرٌ  مكنونةٌ ليستْ تُعَدُّ
وليس تُحْصى
في القلبِ تلقي في الرصيفِ
(علي الهزيم ) بهِ أفاخرُ فهوَ يذكرُ
رَبَّهُ طولَ الليالي في الموالدِ
وهو لا ينسى الصلاةَ على الرسولِ
ما زالَ قُدّامي على رغمِ الحواجزِ
يبسطُ في النهارِ 
على الرصيفِ أنواعَ ( المخضَّرِ )
ينصبُ الميزان
تبقى ملائكةُ السماءِ تحفني من جانبيَّ
وإذا تقدَّمْتُمْ  قليلاً
سأقول للآفاق من حولي :
وقوفاً
جاءَ ( سيدُ ايوب )
وهوَ طريقهُ من ها هنا يمضي
إلى دارِ العلوم
يُسَبِّحُ الرحمن
سوفَ تقولُ جدرانُ المحلاتِ المحيطةِ
بي : سَلِّمْ على الشيخِ الجليلِ

د. محفوظ فرج

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي