عوسج يشتري الآه : الأديب أحمد اسماعيل
عوسج يشتري الآااااه
في العقد ألأخير من البراءة
كانون يضحك يضحك ياسادة
و لا يكتفي
و يراقص الحزن في عيون الشتاء
و سليل الدمع يسقي رعشة البقاء
كانون يسأل
من يشتري الجنون ؟
من يشتري البرد ؟
من يشتري الوجع؟
و ما تبقى من السؤال الذي يذكره الدجى العالق في حلق الوعي
تردده الألوان الباهتة
و تضيف ساخرة
هل من مجيب ؟!
لا
من قال أن الوعي بضاعة متداولة
أو أن النهار قابل للبيع و الهضم
خذوا من حكمة الحيطان درسا
و اقتدوا بهم
فمن أعظم من جمل دخل سم الخياط
العاملون للألم
منعزلون جبال التفاهات
يتسابقون الريح
يكسرون من عزيمتها
و يحلقون
السماء ميدانهم
يرصعونها بما تيسر من عشق وطن
أيها الساخرون من الجحيم
لا مكان لما يحاك من حرير غزة في كواكبكم
انظروا قدر ما شئم إلى النصف الفارغ من الكأس
و قولوا
الدمار سجادة سوداء
لا تباع إلا في أسواق الليل و النخاسة
و ربما يحتكرها مصاصو الدماء
لتطول المتعة أكثر و أكثر
في تسجله لغة الدمع و الحسرة
نحن و إن كنا نشازا
نرى النصف الممتلئ منها
نراها كسجادة حمراء
مصبوغة بثمار العوسج البري
الذي
جعل من أغصانه وقودا للطريق
دخانه البسيط يدل على أفعاله لا أقواله
و تجبر كل نتن
على التفكير ألف ألف مرة
في سجادة حمراء
منقوش عليها
حروف من يشترون الوجع
بالتراب
ويجعلون كانون مرضا مزهرا في قلوب المعتدين.
أحمد إسماعيل/ سوريا
تعليقات
إرسال تعليق