لافتة : الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني

#لَافِتَـــــــــــــــــة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

مُزدَحِمٌ هَذا الرَّصيفُ
لَستُ أَدرِي كَيفَ نَجوْتُ
مِنَ السَّنةِ اللّا سَنَة
لَكنّي تَركتُ فِيها بَعضاً منّي  :
فِي صَدرِ الحَربِ
فِي بُكاءِ الأَطفَالِ
فِي أَحْلامِ المُدُنِ
فِي أَنِينِ الأَرضِ ..
.
الطَّريقُ أَيضاً
يَحشُدُ شِبَاكاً لِلعُبورِ
لَكنّ المُجتازينَ فَوقَها يَقْفِزُونَ ..
بِهِنْدامِ المُرورِ
حَمَلتُ مَعي الدِّفْءَ
مِن عُيونِ الأَطفَالِ
مِن الفِكْرةِ فِي الأَزقَّةِ
مِن الضِّحكةِ في الطِّينِ
وَوَثَّقْتُها
بِكامِلِ إِفلاسِ هَذا الكَوكَبِ
فَكيفَ أَنْدمُ أنّي
كُنتُ هُناكَ ؟..
.
بَينَ الْ هُناكَ والْ هُنا
أَصبَحتُ في المَسرحِ خَشبَةً
تَقولُ
وَهِيَ تَقْرأُ وُجوهَ المُمثّلينَ :
هُنا الآنَ
لَن أُؤَدّيَ مَهمّاتٍ خَارجَ
جِلدِي
لَنْ أَسْتمرَّ في أَدوارٍ
لا تُشْبهُنِي
لَن أَرسُمَ في المِرآةِ بَسمَةً
علَى حَجمِ غَيرِي
وَلنْ أُسْكِتَ صَوتِي
وَهُو يَصْفَعُ الأَسْئِلَةَ
فِي وَجهِ المَجْهُولِ
و لَا أَنْدمُ أَنّي
أَهْدَيْتُ
لِلْعابِرينَ / المُقِيمِينَ
حَقلاً وَبِئراً  وبَيْدراً ..
.
فِي هَذا الْ هُنا
لَنْ أَحْتفِظَ بِصُورة الرَّجُلِ الذِي
تَأَطّرَ في خَانةِ - كَانَ -
الرَّجُلِ الذي شَربَ قَهوَتِي
مِن شِفاهِ نِساءِ كَثيراتٍ ..
الرَّجُلِ الذي زَاحَمنِي
علَى ذَاتِي ذاتَ حُبٍّ
ورَآنِي فُرصتَهُ الكَبيرَةَ ..
الرَّجُلِ الذي غَازلَ تاءاتِ التَّأنِيثِ
وَنَسِيَ نُونَ النّسْوَةِ عِنْدي ..
الرَّجُلِ الذي كانَ مُرهِقاً كَسَفَرٍ ثَقيلٍ
أَنْتبِذُ انْعِزالِي عَنهُ
وأُتَوْئِمُنِي مَعَ "إِدِيثْ بْيَافْ "*
وَأَصْرُخُ :
" أَنا لَستُ نَادمَةٌ علَى شَيءْ " *
.
فِي هَذا الْ هُنا
أَضعُ أَحمرَ الشِّفاهِ لِي
وأُقبّلُ المرآةَ
أُكَسِّرُ إِدْمَانِيَ الطَّوِيلَ
أٌبَعثِرُ وَجعِي
أُمْسِكُ بِظِلّي
نَتِيهُ في رَقصَةٍ غَجَرِيَّةٍ
نَدُورُ نَدُورُ نَدُورُ
ثُمّ أَنْســــــــــــــىَ ى ى ى
وَأَتَحوَّلُ
إلَى الجِهةِ الأُخرَى مِنَ الصُّورةِ
ولَا أَنَدمُ علَى شَيءْ ..

،،،
#نبيلة_الوزّاني    ............   من مجموعتي الشعرية ( أوراقٌ من ماء )
03 / 01 / 2024

* إِدِيثْ بْيَافْ : مُطربة فرنسية
* أَنا لَستُ نَادمَةٌ علَى شَيءْ : أغنية لإديثْ بْيافْ