شموخ النخيل : الشاعرة هيفاء محمود السعدي
قصيدة شموخ النخيل /هيفاء محمود السعدي
هي الخمسون تطويني سراعاً
ولم يقضِ المريدُ بها المرادا
ظمئتُ ومارشفتُ سوى سرابٍ
وجمرُ الشوقِ يتقّدُ اتقادا
أناجي نجمَ سهدي كيف يمضي
أينسى كأسَ خمري كم أجادا
سكبتُ الدمعَ من عيني هتونا
علامَ الهجرُ يشتدُ اشتدادا
هي الخمسون قد أضحتْ خريفاً
وعصفُ الريحِ قد أضحى رمادا
قطعتَ الودَّ لاأرجوهُ وصلاً
وماتَ الجودُ لم يَسُقِ الجوادا
أيامن رمتَ هجرا بعد وصلٍ
وذكرى تشعلُ الماضي سوادا
فلاأحيا بها يوما جديدا
يعيدُ إليَّ ماأهوى ودادا
وحيدٌ لاأرى دنيايا ظلاً
وقد عزَّ النداءُ على المنادى
كفرتُ بما تهالكَ من حياتي
ونَزَّ الجرحُ لايهوى الضمادا
وكنتَ الساعدَ الأقوى لزنْدي
بدنيا الهم تحميني استنادا
وكنتَ الفجرَ في دنيايَ يحدو
سمائي فانتحرتَ بها عمادا
ونبعي كان من فيضٍ ولكن
سقيتكَ سلسلاً فغدا نفادا
لماذا أنت تعذلني وترضى
يكونُ الحبُُ يستعصي الوهادا
وإني قد جرَعْتُ سوادَ حرفٍ
ومن حزنٍ توشّْحتِ المدادا
وأوجعتُ القصيدَ بنزفِ قلبي
وسادَ الحزنُ أعلنتُ الحدادا
وماذاكَ النخيلُ سوى حطامٍ
يسطّرهُ الشموخُ بها عنادا
تعليقات
إرسال تعليق