PNGHunt-com-2

نص /أصفار شداد/ للشاعرة روز الشامي وقراءة الناقد العراقي جاسم السلمان

(نزهة في صيرورة الوعي والتميز الرومانسي في نص أصفارشداد للشاعرة روزالشامي )!!
في هذا النص الذي لا تنكر قيمته وفائدته الفنية واحاطته بروافد ثقافية وعشق المرأة عندما تحب؟ وغناها في هذا الوعي والمعرفة بأثر أدبي رومانطيقي يقدم الكثير من الحب والألم والمشاعرية والخيال وموسيقى تتأطر في منظور معرفتنا بالمردود الشعري وكل العوامل النفسية المتجلية في هذا النص من قلق وصراع مابين نبش العلاقة العضوية والأثم والطهارة في كينونة المرأة وبالأخص المرأة الشرقية، ومابين الجذور والموروث التي تتحطم على أبوابها كل علاقات العشق لتظهر فيما بعد كنطفة إثم وفشل، ثمه تتحول الى فرقعات نفسية أخلاقية تتحدد مع المستوى الآيدلوجي لتكوّن مستوى مستقل عن الواقع الأجتماعي..
أن مايعنينا هنا هو اظهار المكنون ككيان يعيش في طمأنينة ويحتاج من وقت الى آخر الى خصابة بالأسهامات الخيالية التي توثب به الى الحضور ليكون أكثر حضورا وأكثر جمالا وأوفر حركة وأوفر حياة وكما قال مارسيل بروست )بأننا نحتاج عبر الجمال الى تصور جمال اخر، فالتفاوت في الزمن يعطينا الأعجاب والدهشة والحماس، والسبب الجرأة وجماليته المشبعة بمبادئ الشعرية التي أراها تولد وتبدأ على صفحة بيضاء لتظل بقاياها تشع مثل روح تعاند الفناء كنوع من ضياء يومض في حطبها الساخن ورمادها ينبض حتى يستمر ويتحدى اشكال الموت والحساسيات الفجة وامتداد الأمكنة وحدود المسؤولية الزمنية.
تائها كنت...
فآويتك
فرشت أثواب مجراتي
ونثرتك أزهارا على تنانير أحلامي
وأزرارا على عراوي الصدر
أغلقته عليك...
وغفوت...
نمتص هذا الرحيق ونبلغ لحظة الكشف المرتجاة مثل حزمة الضوء حيث نجدها في هذا التوغل في مديات الأحتضان والايواء مابعد التيه المهرول من الاعماق ووجوده الممتد من الماضي وصولا إلى الآن،
وقد اعطانا هذا النص طقوس تكريس السلام مسكونة بالحلم والتعاويذ والتوحد المطلق لتزيح أثقال الصمت والقدرة على الحلم والحكمة وعوددة التوازن المفقود الى عالم آدم المترنح، ،
لاتريد ان تحبسك وانت على وضع ألمك في غرفة مغلقة هي فرشت أثوابها وماملكت أيمانها وقالت هيت لك )حلال عليك أنني الان أضمك في ضبابي الكثيف في جسدي الجائع حبا، ولأريد غير ليلة ماطرة شرسة وأن أنثرك أزهارا ورذاذا على تنانير أحلامي...لاادري غير أني أراه انقاذ أو على الأقل موال حصاد يغذي الوجدان أو ابريق من القهوة العربية المرة تصحصح الذاكرة وتمدها بمجسات الصحو أو ربما مخاض عسير وحده يستطيع أن يشبعني فرحا ودلالاّ ويختمني له بالشمع الأحمر ويغلق الأزرار بحساب مبرمج على عراوي الصدر!! وغفوت...
أيُ عبيط أنت ياهذا الذي ملٌ من هذا الصدر الفضي المشع؟
ستبقى شريان مقطوع او  عصب تائه سيعاقب ويقبع في زنزانة كوابيس او ربما في ماخور من حماقات الماضي، من انت سيدي! أني اراك أصفارا شداد لكنها تكدست على الشمال، ونصيحتي لك ان تهرب وان تبيع المناديل في قيظ الشوارع فحولتك هبطت ولم تعد تفهم سر النسوة ونوم الظهيرة ويقينا كل شئ في موسوعتك تمزق ولم تعد مؤهلا ذو خبرة ودراية وقد اصاب اصابعك الشلل الرعاشي وأصبحت لاتعرف ان تدفء عراوي صدر يلمع كالثلج، وكأنك سقطت في جب عميق وغفوت الى الأبد وليس هناك سيارة تنقذك وتبيعك في سوق الخردة...أن الرؤية الشعرية المتشكلة من هذا الاسقاط تعني انفتاح الزمن على وجدان الشاعرة الجميلة لتقدم هذا الزخم الروحي في هذا الجو المتشبث في مساحة كبيرة متوقفة على عتبة الأبداع ودينماكية المشاعر المهظومة والطبيعة التي هيأتها الشاعرة وبثت فيها الروح والنفس للسيطرة على الزمن وتقلباته وفرض ايقاعها الرشيق عليه، وهكذا كان بالأمكان توسيع الصورة وتنوعها اكثر وتجميد الزمن أو إيقافه!!
متعب كنت...
سللت من وشاح روحي خيوطا
وغزلتها نعاسا لعينيك
قدرتك...
تعاويذي
تمائم العشاق الذين سبقونا
غفوت انت...
وأنا سهرت ارتق مزق روحي
قاحل كنت....
سبقتني شراييني...
وقبل أن يغطي العشب مسافاتنا
يداك المالحة سفحت الماء
تحت أقدام العابرات
على مقعدنا العتيق...
أن مكانية الرؤية في هذه الأصفار الشداد يومئ الى سمو اللحظة الرومانسية المتجمدة من جانب والى هزها مثل جذع نخلة ليتساقط عليه من الخيرات الحسان متعة حسية وانبهار يولد جمالات داخلية تتكئ على أحساس انثوي مفرط ب(أنا)القادرة على الأحتواء والأبداع في مساحات كون ملغوم نراه ولانراه منكمشا لايفي ولو بدرجة متدنية بمتطلباتها..اذن هو الشعور الواضح بالأضطراب والأغتراب والقلق لينتهي الى اتمام الدائرة وأغلاقها ..متعب كنت سللت من وشاح روحي خيوطا وغزلتها نعاسا لعينيك، ان الشعور بالحزن لقصر الحياة يدفع الانا أن تتسع للامال مادام التغير موجودا ومؤثرا خطرا في الوجود، لذا كان من الموضوعات المحببة الى الرومانتيكين وتغنيهم بأنفلات الزمن من أيديهم دون أن يحقق مأربا من مأربهم )كما يقول الدكتور محمد غنيمي هلال في كتابه الرومانتيكية ونشأتها..ان الشاعرة هنا تسحب البساط من تحت أقدام دون جوانها وتتعامل معه ككيان خاص وليس كديكور اوبهرجة بل ان عبور تلك المرحلة بحرارة عالية وروح تمردية لكنها لذيذة خالصة الشهية، فلم تكون متعبا مادمت أخيط رتقك من خيوط روحي وغزلتها نعاسا لعينيك وجعلتك برجوازيا صغيرا باحثا عن ملذاتك. لكنك بدوي متعجرف صعب الترويض، هذه المفردات وحبكتها تجدد الأمل في هذا النوع من النصوص التي كثيرا ماتجدنا اليوم بعدين عنها، ، دثرتك تعاويذي تمائم العشاق الذين سبقونا غفوت انت وانا سهرت ارتق مزق روحي قاحل كنت سبقتني شراييني، وقبل أن يغطي العشب مسافاتنا يداك المالحة سفحت الماء تحت اقدام العابرات على مقعدنا العتيق، أن أي استقراء نظيف ومخلص لهذه التعاويذ الروحية التي دثرت الوجدان بأستناءات يمكن أن تؤشر من أنها خارج النمطية التي نراها تحتل المراتب الأولى في عشرات الصفحات المقروءة والمسموعة وتكون فريسة تتسول من قرائتها ثم تموت من الضجر ولاأدري الى أي مدى يمكن أن تدوم..تمائم العشاق الذين سبقونا في جهادهم وايجاد الصيغة السعيدة المعادلة واللجوء إلى وسائها المشروعة وتداعيها الحر مع الذات (المونلوج )ان نص القصيدة رغم كثافته لكنه قصير خاصة وان قطبيه الرجل والمرأة وهما ماء الحياة والمعنى المزدوج لها والقدرة الكبيرة على الأيماء بهذا العمق وتلك الخصوصية المحكومة بالواقع وظروفه الموضوعية..غفوت انت وانا سهرت ارتق مزق روحي قاحل كنت ..سبقتني شراييني وقبل أن يغطي العشب مسافاتنا يداك المالحة سفحت الماء تحت اقدام العابرات على مقعدنا العتيق..كأن الشاعرة ورغم بعض الملاحظات بخصوص ايجاد السعادة التي تتمتع بهكذا مصداقية وتجربة معمقة وأعطاء المجال الكافي لتأشير المهم الأكثر التصاقا بروح وجوانية الشعر الأكثر قدرة على التعبير الذي تميزت به الشاعرة روز، ومن خلال الهموم التي تستطيع أن تنقل القارئ على كفوف الراحة ودون أي افتعال او تركيب في تكتيك القصيدة او لغتها..ان الشامي استطاعت ان تقدم قصيدة جيدة من جانب القدرة على إيجاد حالة التشابه والاطباق بين المفردة وخيالها ومأتعبر عنه وكذلك تأثير المفردة على اقناع المتلقي بالحضور المكثف والمعبر والمرتكز على اشياء معمقة ومنبعثة من الروح وعمقها. تجعل لنا متنفسا نستهلك من خلاله كل الأحباطات النفسية والقمة الرفضية التمردية والتي جاءت بمفارقات المنطق واللغة وتنظير ورصف التوصيل ثم الوصول إلى السهل الممتنع والمحتشد بالعشق والرومانس والعبارة البشارة الوافية وصورتها التي رضعت من البناء الحبي المكدس بالجمال وكينونته الذائقة الصيت؟!!..تحياتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي