PNGHunt-com-2

لعنة الطين : للشاعرة مي عساف

"لعنةُ الطين"

- في صباحٍ شاحبٍ خنقتُهُ أكفٌّ محمّلة بحقائبِ الأسئلة  و
سياطِ الظنون..
صباحٌ لايشبهُ ضحكةَ النسرين على شرفاتِه العابقة بالحنينِ ..
صباحٌ أجوف لايمكن
أن يكونَ من صنع الله..
فكلُّ ما فيه ..
مزوّرٌ ..
باردٌ ..
كئيب ..
حتى صوت الكناري لم يكن همساً بل كان أشبهَ بالنحيب..

- ثمةَ من يدسُّ الظلامَ في
عرينِ الشمس
في جبينِ الشروق..
ثمةَ من يسرقُ حلمَ اليمامِ
ويلقي في اليمِّ
ذاكرةَ القلوب..
ثمةَ من يطعن ترافةَ الماء ويسوّرُ ينابيعَ المحبةِ بجفاف الخذلان
وقبحِ الجحود  ..

- في محرابِ صمتي أعانقُ ظلَّ أمي وهي توقظُ النجومَ  لأجلي وتنثرُ الضوءَ في كلِّ الأماكن..
في كلِّ الدروب..
وبمحضِ قبلة ..
تضمّدُ كلَّ جراحاتي
تزيلُ قيحَ المواجعِ ..
تمحو صدأَ الهموم ..

أمّاه..
فرضٌ سادسٌ ستبقين في عمري ماحييت..
ومادام للشمس  غروبٌ.. وشروق..

- في لجّةِالغياب..
في عتمةِ خوفي..
أرى أبي يحوّلُ أصابعه
إلى قنديل أمان ..
أسمعُ صوته يضمّني تحت
ظلِّ نصيحة .. 
"في حضرةِ الريح
كوني يا ابنتي
  قويّةً كإعصار ..
و كوني
في حضرة الندى
عذبةً كنبع..
نقيةً كتوبة ..

"سنديانةَ حلمٍ كوني في
وجه التيّار "..

- في حضرة الغربة.. يتيمٌ قلبي يا أمّاه
يبكي مع ثقوب النايات التي تنزفُ أنيناً وسفر ..
لا يملكُ من إرث العمر.. سوى ذاكرةٍ طيبة لقلبكِ الدافىء يخبّىءُ وراءَ كلِّ نبضةٍ فيه ..حكيماً
أو نبيّاً حارساً لأحلامي..
ولحكايا العمر.....

- في دروب الغربة يا أبي..
وحدي أرتدي
معطفَ الحنين
وعبقَ الأمنيات أعانقُ ظلَّ الله..
و أروى له كلَّ يوم حكايةَ عصفورةٍ مازالت تجتازُ حقولَ الموتِ وحدها.. تحتفظُ تحت جناحيها بنبوءةِ هدنةٍ تكفيها
غدرَ
" كان وأخواتها "
تحميها من 
"لعنة الطين"
المفجوع بكيد أبنائه الجاحدين..

Mai Assaf

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي