من هاهنا : بقلم الشاعرة إلهام عبود
'' مِن هاهُنا ''
وقرأتُ في عينيكِ فَجراً أبلَجا
يابسمةَ الصُّبحِ النَّديِّ المُرتَجَى
يادُرَّةً باهى الزّمانُ بحُسنِها
في وَصفِهاعَذبُ الّلسانِ تَلَجلَجا
مِن هَاهُنامِن رأسِ شَمراأشرَقَت
ذِي الأبجَديِّةُ و الزّمانُ تَبَرَّجا
فَهُنا جَهابِذَةٌ ثِقاتٌ لم تَزَلْ
أنوارُهُم في العالَمينَ تَوَهُّجا
بالعلمِ و الأدبِ الرّفيع توَشَّحوا
وبعِطرِهِم رَحبُ الفَضاءِ تأَرَّجَا
مِن هاهُنا(جولٌ)مضى مُستَبسِلاً
يحكي البطولةَ والمروءَةَ مَنهَجا
في الّلاذقيَّةِ حَمحَمَت أجيادُهُ
وهُناك في مِصرٍ شهيداً عرَّجَا
صانَ الثَّرى وقضى عزيزاًشامِخاً
أعطى أعادينا الدُّروسَ الأحوَجا
أكرِمْ بها يومَ استضافَت إخوةً
كانت لهم حينَ ابتِلاهُم مُلتَجا!
ومَضت تُكفكِفُ بالتَّآخي دَمعَهُم
لم تَكتَرِثْ لصُراخِ مَوتورٍ هَجَا
ليُطِلَّ مِن بينِ الرُّكامِ برأسِهِ
صنمُ الجهالةِ في البلادِ مُدَجَّجَا
رُحماكَ ربّي و الخُطوبُ تَعاظَمَت
سنواتُ مَحلٍ أسلَمَتنا للدُّجَى
للمارقِ الموتورِ يَسرِقُ فَجرَنا
للطّاعنِ الأهلينَ حينَ تأدلَجا
كَذِباً على الله افتَرَى وعلى الوَرَى
والكُلُّ مِن هَولِ الفجيعةِ حَشرَجا
للفاسدينَ وقَد تَمادَوا في الأذى
سلبوا شَقانا و الهَناءَةَ و الرّجا
ما غيرُ قَلبِكِ - و القلوبُ مَنازِلٌ-
إن ضاقَتِ الدُّنيا علينا يُرتَجَى
فلْنَرفَعِ الأيدي ابتِهالاً عَلِّنا
نَحظى بِغُفرانٍ و نَلقى المَخرَجا
لتُردِّدَ الآفاقُ لحنَ خلاصِنا
خيراً عَميماً سَرمَديَّاً مُبهِجَا
سُقياكَ ربّي إذ تَمَلَّكَ حُبُّها
قلبي وإحساسي وروحي والحِجا
إلهام عبّود/سورية
18..5..2022
تعليقات
إرسال تعليق