قراءة الناقدة فائزة القادري لمجوعة الشاعر ابراهيم المرعي / الشعرية
#قراءةنقدية لمجموعة الشاعر ابراهيم المرعي الشّعريّة
ولا الليل سابق النهار اليوم في حفل توقيعها .
💌كهدوئه، كرزانة حضوره، كابتسامته؛ تتهادى الأوجاع في حروفه ...
ويتهادى هو معلِّقاً حروفه وكما قال: على وجعي .
ابراهيم المرعي الذي سمّى ابنه عيسى لتشفى الأوجاع ببركة هذا الاسم يكتب وينجز طباعة وإشهار مجموعة شعرية بعنوان :
"ولا الّليل سابق النَّهار"
وقبل قراءة العنوان وقراءة النّصوص بومضاتها وتفعيلاتها وعمودها ومعانيها وغدرانها سأتلو الإهداء لأنه أجرى دمع روحي و وشَّحني بالفقد والحزن والوفاء والبياض .
💌/الإهداء/
"#إلى من شاركتني انتقاء الغلاف ولم تشاركني قراءة القصائد .ها أنذا أقرأ قصائد المجموعة على روحها
فاتحة فاتحة ..
إلى أمِّ عيسى التي قرأتُ وإيّاها دروب الحياة ووهبتني خمس قصائد جميلة : عيسى ومحمد وعمر ومهند وفرات ..وابناً سادساً: ( ولا الّليل سابق النّهار)
وأطمئنكِ: لن يسبق ليل الموت نهاراتنا
حوريّة الرّائعة أبداً
وداعاً لك وداعاً لكل ذاك البياض."
"ولا الليل سابق النهار" عنوانٌ مختار من كتاب الله؛ القرآن الكريم كظاهرة فلكية وبديهيّة .. أراه أنا إيماناً وتسليماً بأقدار جارية و بخفيٍّ يظهر ليكون سمة ما سيليه من رؤىً .
يأتي ذكر الّليل والنّهار كمساحاتٍ زمنيّة في نصوص ابراهيم تجري فيها الاحداث وتتميّز بتأثّرها؛ فاّلليل محطّة أرق وفكر وتأمّل وتأخّر الصباح كناية عذبة عن عذاباته كما جاء في أحد نصوصه .
المرعي ..مرعيٌّ بالمحبة حيث قلبه بستانيٌّ يزرع المعاني في صورةِ أب وأم وزوجة وأولاد ووطن ومدن .
يتحدث عن أبيه، عن امه، يهدي الشّعر لزوجته الرّاحلة يتحدث عن أولاده؛ فلذة كبده عن القامشلي عن سورية
كل ذلك بلغة حب وانتماء وتمجيد و بقراءة تحليليّة لما وراء هذه المفاهيم كقيمٍ سامية
يتحدث عن أحزانهم، عن مآسيهم، عن منزلتهم .
يتعرّض شاعرنا كثيراً تصريحاً وتلميحاً للحرب التي دمّرت كلَّ شيء من حولها؛ الحرب التي سلبت من العمر الكثير من الفرح ثم لاينسى أن يوصّف الفرح حيث هو الطفولة البريئة والّلعب ..
استطاع المرعي أن ينقلنا ببراعة إلى الجوّ الريفيّ الجميل وذكرياته في القرية (الجرية) لنستمتع بمصطلحات ريفيّة ونتخيل النَّقاء والطَّبيعة والاستقلالية العفويّة .
وهكذا يتجلّى تضاد الحياة في عدة نصوص حيث الرّيف والإنسان الرّيفي بقيمه يقابل حياة المدن وعبث الحرب وعشوائيتها .
يتصدّى المرعي أيضا إلى مدينة نرنو إليها كلّنا ونحمل لها في قلوبنا الحبّ فيكتب قصيدة بعنوان قمر بغداد
في مرّتين تزور حروفه بغداد .. ويحيطها بحبه واهتمامه .
أما عن الحب فقد حفره على جدارٍ ... في صورة شعريّة جميلة وظل هذا الحبّ يتنفَّس كل ما مرَّ من جانبه ..
وكتب عن كورونا؛ المرض الذي زاد الطين بلة في محاصرة الناس .
في نصوصٍ قصيرة سريعة الرتم حاول ابراهيم أن يوصل إلينا افكاراً عظيمة وجليلة وبعناوينها المختصرة التي لم ترتبط في أغلب الأحيان بأل التعريف معبّراً عن زمن لا يستمع لأحد ولا يكترث لامتداد المعاناة ..
وكان السّرد الجميل البديع والوصف إحدى أساليبه التي يتقنها ويبدع فيها .
ومن مهاراته استلهامه المفاهيم والصور من الذَّاكرة الجمعية .
ومن بديع ما وظَّف تسمية عام الحزن ليدلِّل على الفقد ويشير إلى الآلام النبيّة ..
وهناك لفتة جميلة عن الاطياف السورية بذكره للأسماء خديجة نسرين مادلين ....مشيراً إلى أن الجمال والفرح في بلادنا لا يكتمل إلا بتكامل هذه الأطياف ووجودها على الأرض سوية .
تحية ومباركات للأستاذ والشاعر ابراهيم المرعي
التوفيق لمنجزه الشّعري وهو بين يديّ قرائه .
وخالص الود لاستماعكم الكريم .
وقد شاركتُ بإلقاء قصيدة من نتاجه بعنوان "أبتي" ضمن بانوراما فيديو وموسيقى ولوحات مرافقة ..أعد المبادرة الرائعة الدكتور المبدع عماد أحمد Emad Ahmad .
#فائزةالقادري
#دراسةنقدية
تعليقات
إرسال تعليق