سوداء قهوتي : بقلم الشاعرة نداء يوسف حسين
أنا ياأختُ لم أسفح كلامي
على أعتاب حزني وانهزامي
عرفتُ بأنني في طور حزنٍ
فبادرتُ المواجعَ بالسلامِ
ومافي ذاك ذلٌ أو قنوطٌ
فحقُّ الحزن في بعض احترامِ
جديرٌ بالحياة هدوءٌ قلبٍ
نعى فرحاً تقطّع بالحسامِ
فما نفع البكاء بلا مجيبٍ ؟!
و مانفعُ السلام بلا خصامِ ؟!
ومانفع الربيع بلا شتاءٍ
و مانفع السماء بلا غمامِ
أنا ياجارةُ استبقيت ظلي
غريباً ضائعاً بين الأنامِ
فإن مرت بجانبه طيوفٌ
تسامى قائلاً ياعينُ نامي
لكي لا تلمحِ الظلماتُ خوفي
غضضتُ الطرفَ عن ذاك الظلامِ
و رمت إلى منامي باختياري
فعاتبني المنام على منامي
أليت اللومَ يوقظني فأغدو
طليقةَ سجنه الخاوي أمامي ...
وليت النبضَ في صدري قصيدٌ
يغني منشداً دون اهتمامِ
وليت الحزن يتركني فأمضي
كطفلٍ قلبه مثل اليمامِ
* * * *
فلا تسلي عن الأحزان فينا
سنينُ الموت و الحرب الضرامِ
ذرتنا تائهين بلا أمانٍ
ومسحوقين في جوف الحطامِ
و من مثل الحروب تبيح دمعاً
على أحباب غابوا في الزحامِ ؟
تعدّدت المشاربُ في كؤوسي
و جال السمّ في مجرى طعامي
غدت نكهات قهوتنا هموماً
ولون سوادها يفني عظامي
إذا مارمت للدنيا نهوضاً
تكاسلت الأماني عن قيامي
فلا مرمى أصيبُ و لا مراماً
كرامٍ أعزلٍ و بلا سهامِ
كريمٍ خانه زمنٌ مهينٌ
فسيقَ مقيّداً بين اللئامِ
...........................نداء يوسف حسين.....
تعليقات
إرسال تعليق