PNGHunt-com-2

قراءة بقلم الناقدة سمر الديك لنص (تلك العنيدة) للشاعر محمد الأهدل

شكري  وكامل  تقديري للأستاذة والناقدة السورية
/ سمر الديك  ،، على هذه القراءة االنقدية والشاعرية
الرائعة  ،، والأكثر الأكثر من عظيمة ،، لقصيدتي الأخيرة
" تلك العَنِيدَةُ " فجزاها الله عني كل الخير 🥀🥀🌹

وإليكم القراءة .....

....................................................................

قراءة في قصيدة (تلك العنيدة) للشاعر محمد الأهدل من اليمن
دلالات البنية اللغوية
————————
قبل الخوض في مضامين القصيدةسألقي نظرة سريعة على صاحبها.
محمد الأهدل شاعر يمني من الحديدة اليمنيه مبدع في القصيدة العموديةينطم القريض بالموهبة حيثُ حباه الله تلك الموهبةمنذ نعومة أظفاره وهو الذي يقول:
يا ناظمَ الشعرِ إنَّ الشعرَ إلهامُ
وحيٌ وبوحٌ وتلميحٌ وإقدامُ
وبعودتي للقصيدةنجد القصيدة من الشعر العمودي بحرها الكامل ورويها القاف مسبوقة بإشباع فتح وهي تحوم حول مونولوج ذاتي لدى الشاعر حيثُ يُخاطب قلبه ليؤنسه ويخفف عنه وطأة مايُعانيه من متاعب الوجد شوقاًوصبراً على حبيبته العنيدة بالبوح بمشاعرها وكأنّ بوحه يُذكرني بالشعراء المتصوفة الحلاج،وابن الفارض،وأبو  النواس وغيرهم .
فالشاعر محبٌّ صادقٌ يُقدم التضحيات من أجل حبه البكر العذري ولكنه في نهاية الأمر يرفض المساس بكبريائه وثوابته المتجذّرة بداخله وكأننا بالشاعر يعيش هذا الحب الصادق بروحه مع تلك المحبوبة العنيدة التي لم يرها وإنّما يتخيلها في عقله يقول:
وعشقتُ لا كالعاشقين حقيقةً
رغمَ الجفاءِ ولوعة الأشواق
هذه التجليات الأسلوبية التي اعتمدهاالشاعر وهو يشير إلى تلك الثنائيات (الشاعر والمتلقي)(الشاعر والحبيبة)…وبحضور بلاغي مع لغة بلاغية تولد المعاني معتمداً على الأسلوب الخبري بمعظم جمله يقول:
تلكَ العنيدةُ سببتْ إرهاقي
وغدتْ تشدُّ سلاسلاً بوثاقي
نجد في البيت فعلين بالماضي(سببتْ ،غدتْ)بينما الفعل(تشدُّ)اتى به مضارعاً ليشير للقارئ على حركتها الدائمة في تعذيب الشاعر وقلقه من هذا الحب
وبعودتنا إلى عتبة النص (تلك العنيدة)التي فتحت لنامغاليق تلك القصيدة(العنيدة مفرد،ج عُنُد صفة مشبعة تدلُّ على الثبوت من الفعل عَنَدَ مُكابر ،طاغٍ،مُتجاوز الحد ،صعب المراس)
والذي يُميّز الشاعر لغته الشعرية ولغة المجاز الأعلى الصوفيةوالتي تُضفي أبعاداً جمالية في كل أبياته .
جاءت معظم الأفعال في صيغة الماضي دليلاً على الرتابة والهدوء وتأكيداً على أنّ تلك العنيدة ماتزال على موقفها دون أن تشير له بالوصال ولو قيد أنملة (غدتْ ،مضتْ ،سببتْ،عشقتُ، راقَتْ)
وقد جاء ببعض الأفعال المضارعة ليشير إلى  المتلقي على الحركة والضجيج الروحي الذي يُتعبه من تلك العنيدة (تشدُّ،أُبذِّرُ،أغفو،أصحو،أطمحُ ،أُقرُّ،تُسبي،تروقُ)
وبالتالي اعتمد الشاعر على الأسلوب الخبري لأنه رسمَ لوحةً ناطقة ًفي خياله وطفقَ ينقلُ لنا مفرداتها التي يريدُ أن نراها بإحساسه وختمها بالتأكيد على مشاعره الصادقة وحبه العنيف والثابت لتلك العنيدة بقوله :
وهواكِ في الأحشاءِ باقٍ باقِ
——————
الأديبة الشاعرة الناقدة سمر الديك سوريا /فرنسا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي