رؤية متميزة بقلم الناقد غازي أحمد أبو طبيخ في نص( أنثى معجونة بالطهر) للشاعرة رشا فاروق
( أنثى معجونة بالطّهر )
امرأة ، من بقايا قصيدة الحياة، وُلدَت !
طُويت صفحاتُها بين محطات الريح ، تبحث عن فتات أحلام صبيّة في مهد الحبّ ترمّلت .
قطفت جدائل شمسها ..
عزفت على أوتار أساها بريشة
الحنين ، لعل بارقة أمل تلمع فى صدى خطواتها ..
امرأة عانق نبضها الأرض
لتنبت عصافير المطر بين راحتيها. فمها قبلة تروي ثرى الشهيد ،في واقع مستبد اعتصرته أوجه الحروب ..
هي أنثى معجونة بالطّهر ،
تنشد السلام للجائعين عبر حضارات الموت المكمّمة الرؤى ،
لعلهم ينجون من الطوفان
قبل مواسم الغرق وبتر الحلم ..
على صفحات ماء القصيد
أنثى تطهو أحلامها على نار باردة ...
بين الحين والآخر
تطعم أفئدة الطير بعضا منها لتحلق في فضاء هش
إلى حين اكتمال النصاب المتكسر ..
أرى فجر الغد
يرتدي عدالة الضوء
ليرسم ملامح وطن معصوم
يُبصر طالعه ربيعا آتيا
من خلف لجج الظلام
بقلم / رشا فاروق
قراءة النص:
هذا النص يمامة بجناحين..ذاتيٌّ عميق..وموضوعيٌّ راهن..يتبادلان الإسقاط الإيجابي بنوع من الجدل البارع المنتج..بدلالة خواتيم المسك التي تعدنا بالخير العميم وتبشرنا بفجر يوم جديد طالع من بحر الظلمات،وركام الاحزان الإنسانية الكبرى ..وتلك هي المفارقة الرائعة..وما اروع ان تبشرنا شاعرة يقينية بعالم جميل مسكون بالأمال الكبيرة،بعد ان كان محتشدًا بالمشاهد التراجيدية الفاجعة،انطلاقًا من رمزين أنثويين لأمة محزونة واحدة (شيرين المذبوحة من الوريد إلى الوريد والشاعرة رشا فاروق التي تقمصت الحدث الرهيب وحلت في روح الشهيدة) لترفع في الختام لافتة واعدة وبشارة راشدة،مثل مزنة هاطلة على أرض متفطرة من العطش..بارك الله يقينك وعميق إيمانك ايتها الشاعرة الإنسانة،مع التقدير..
الناقد غازي أحمد أبو طبيخ الموسوي
تعليقات
إرسال تعليق