PNGHunt-com-2

دراسة تحليلية بقلم الناقد فتحي حمزاوي لنص /شآم الفينيقية/ للشاعرة لميس صالح

لكم أبارك لتونس الشقيقة بابنها الأديب العظيم استاذي وفاضلي
Fathi Hamzaoui
لفكره وأدبه العميق في تحليل أي نص أدبي..
كما أبارك لنفسي به أستاذًا وصديقًا كريمًا سخيّ العطاء..

أشهد أنه تحليل عميق لكل حروف النص ومكنونات مدلولاته بعبق تاريخ متأصل مستمر إلى أن يخترق المستقبل كما نحب أن يكون كعنوان الحضارات ..
تحيتي وتقديري لكم أستاذي لهذا العبق الفواح ...
........

قراءة النص ..
حين أراد الشّاعر الكبير محمود درويش الحديث عن بيروت آمن أنّ الشّعر هو عمليّة " خلق" وليس مجرّد " وصف" وشتّان بين العمليْن، الأوّل تكوين وصناعة وتأسيس وولادة، وأمّا الثّاني فهو محاكاة خارجية وعمليّة تقف عند السّطح.
لقد لهج درويش بمدينته وهو يصنعها في الآن نفسه فيلدها من روحه " بيروت تفّاحة". لم تكن بيروت إلا الغواية وأصل الوجود.
وهنا حيث شذرة زهرة فينيق لميس تعيش الشّام عملية ابتكار وخلق وتكوين، إنّها الصّورة التي يجب أن تكون. الشّام هنا تتشكّل وهنا تلدُ بكل أوجاع القلب والرّوح. هنا الشّام ينبت في الشّعر بالألم والسّنديان والغار والياسمين.... أشياء حيّة يقع استدعاؤها لا لممارسة المحاكاة بل لفعل " الولادة". وهل هناك أعسر من أن يلد الانسان أرضا؟.
تتطلّب عملية الولادة لغة وجعٍ وآلام مخاض... لذلك كانت الجمل الاسمية حاضرة، تشهد عملية التّوليد دون أن تُفسدَ مشيمة المدينة التي هتكتها الحرب في الواقع.
الجملة الاسمية تتكرّر وتتردّد معها الآهات، تصنع الشّام الجديدة المنتظرة تصنع الانسان الذي ينتمي إليها بدءا من الشاعرة.
إنّها الذات وقد توحّدت مع المكان. اللسانان صارا واحدا وتمّ التّوحّد إلى مالانهاية حتى لاتكاد تفصل بين الانسان( الشاعرة) والمكان ( الشّام).
الابتداء في الجملة يشمل الاثنين وقد توحّدا، ثمّ يأتي الإخبار الوالد فتنجم الصّورة الفقيدة للشام.
الأنا والمدينة : صلصال مجبول بالدّماء... علاقة غير منتظرة في بناء " الوليد/الشّام/الأنا، تجمع بين المتنافر من المرجعيات ( الصّلصال والدّماء).
أريج الشّاعرة/المدينة عطر الياسمين.
ترياقها البرد.
وتتكوّن مع تجربة الولادة حكايات كما في أساطير ولادة الآلهة... حروب ضدّ المغتصب ورايات نصر توضع على جبل قاسيون...
الشام الجديد شام النصر والعزة... تلك صورته في شذرة الشاعرة الأنيقة لميس
.........
النص
أنا صلصال مجبول بالدماء
أريجي عطر الياسمين
ترياقي بردى..
ولي حكايات شموخ السنديان
فاح عبيرها بالغار
لتحمل رايات النصر
وتغرسها
فوق قمم قاسيون الشامخة
......لِتُمَزِقَ عيون الغاصبين
أنا الشآم الفينيقية الخالدة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي