PNGHunt-com-2

رنده حلوم ونبذة عن أعمال الفنان علي مقوص

مجلة الآداب والفنون
____________
  _علي مقوص
البيئة تعانق التجريد
والمثيولوجيا حاضرة  ضمن تجربة بالغة الثراء بالبعد الوجودي العميق.

--------------------
علي مقوص  حتى تستمتع بلوحاته شديدة الكثافة والإختزال عليك التحليق بمهارة عالية من التذوق للعمل الفني ،فثمة سطوة مكانية وفكرية  عالية عبرعنهامن خلال  منابع اللون والخطوط  المترنمة بموسيقى شرقية ضاربة في التاريخ والعمق الوجودي حتى الانتشاء.

_حوار السطوح عند (مقوص ) يعتمد على جدلية اللون والوجود مع الشكل .
----------------------------
مهما كانت ذاكرتك المكانية بيضاء عند لوحات مقوص انت بمواجهة مباشرة مع المكان ،فالمكان هو العتبة البصرية الاولى للمادة واعني هنا بالمادة  _اللوحة_ فمن خلال التجريد والانطباع  يغوص الفنان ضمن مكانه وهو البيئة التي نشأ فيها الفنان البيئة الساحلية وما تحمله هذه البيئة من إرث حضاري وجغرافي وميتافيزيقي بعيد في التاريخ.
وهذا ما يفسر العمق الانساني  وانسنة المكان بمعنى الروح الجمالية العالية التي تنبض في التشكيل سواء كان بيئة صخرية جبلية أو غابة كما في مجموعة (خريف غابة البلوط )...وغيرها من المجموعات واللوحات التي تحمل سمة العمق وتحميل التشكيلات لمشاعر وأفكار ضاربة في الوعي واللاوعي الجمعي لساكني مكان اوبيئة ما .
تتسارع وتيرة التعبير باللون في تشكيلات مقوص الباذخة ،التصقت تلك الألوان بالصخور و تماهت معها ومع ذاكرة هذا المكان ودواخل وجوانيات الفنان .
فكانت تميل إلى الرمادي والبني  وتموجات الازرق حيث تتماهى الأرض الصخرية مع السماء واحيانا مع التربة، لكن هذه الألوان سرعان ما تتغير عند الانتقال الى خريف غابة البلوط إلى البرتقالي وتدرجات الأخضر الفاهي ،كل هذا في لحظة كشف وجذب بصري اشتغل عليه مقوص بحرفية الملون ونفس الشاعر.

_التكوينات البشرية مع الطبيعة  تشكل البعد الملحمي والفلسفي
------------------------------------------
تتوج تجربة مقوص البعيدة المدى الكثير من التطورات الكبيرة على صعيد البناء والتكنيك لتتمخض عنها رؤية عميقة لفلسفة وجود الإنسان على هذه الأرض متجهة إلى هارمونية التكوينات البشرية عبر تكرار المفردة (الشخص )في بعض اللوحات وازدحام ايقاعاتها التعبيرية والرمزية مع التجريد العميق للحفاظ على علاقة المتلقي القوية مع السطح وفهمه بعيدا عن ذاتية اي فنان والإبقاء على علاقته مع لوحته من خلال كونه طرف من ثلاثة أطراف تقوم بتشكيل التجريد هي الفنان والعمل والمتلقي،ففي التجريد المتلقي مبدع ثاني للوحة .
لم يخرج مقوص عن بيئته الملحمية من خلال طرح تلك الملاحم في لوحاته مع الاهتمام برمزية الشجرة
المرتبطة بقصة الخلق في العديد من المثيولوجيات واعطى الملاحم بعدا تشكيليا مرمزا، كما في ملحمة( الإله بعل) ليدخل من باب المتفيزيقيا إلى عقل ونفس متلقي لوحاته يغدق عليه بالبعد الفلسفي والوجودي العميق لتكون تشكيلات علي مقوص سجل لتاريخ تكوين  منطقة من خلال تكوين تشكيل .

لمحة عن الفنان علي مقوص
----------------------------
_الفنان مواليد سوية اللاذقية عام
/1955/
_درس الفن دراسة أكاديمية في كلية الفنون الجميلة في /دمشق/
_اقام العديد من  المعارض في سوريا وخارجها .
أعماله مقتناة في المتحف الوطني البريطاني .و متحف الدوحة .
_يعد الفنان من أهم الفنانين على ساحة التشكيل السوري .
------------------------------------
رندة حلوم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي