قراءة للناقد غازي أحمد أبو طبيخ لنص /صديق -على الخليج/ للشاعر جعفر الهاشمي
صديق..
(على الخليج)
شعر
جعفر الهاشمي
وصلت
رسالتك الحزينة
عبر تمثال المحبة
في الضباب
وقرأت أحرفها الجميلة والعتاب
ونظرت
في تلك التقاطيع البليغة
يا حبيب
لكنني أبدا
سأسأل عن وقوفك
عند أعتاب الخليج
ها قد مضت
خمسون عاما
أو يزيد
وأراك تدرج
في الشواطىء والنخيل
فإﻻمَ تبقى هاهُنا
يا بدر
بين البحر
واﻷحجار
والشطآن
تسمع ما نقول
وﻻتجيب
ياشاعر اﻷمس الجميل ويا خطيبْ
كل النوادي اللاهجات بشعرك العذب الطروب
تدعوك
فانهض من جديد
مالي أراك وقد صمتَّ ولُذْتَ بالصبر المرير
تمضي العصور
والصمت ران على شفاهك واليراع
والمركب السحري
بات بلا شراع
أوَ قدْ ذُهلتَ
من الذي يجري بدارك والحقول
جيكور نامت ،
ذا بويبْ
قد جفّ
واﻷشجار ماتت حوله وأبو الخصيبْ
نادتك
-يا سيابُ يا بدرَ الجنوبْ
أنت الصديق هنا
على شاطي الخليج
أشرِقْ
على تلك الحقول
شمسا تعيد لها النهار
واعزفْ
على أوتار نايك للصغار
من لحنِكَ العذبِ الأصيلْ
لينامَ طفل يتَّموهْ
واﻷم جوعى
ﻻ غذاء وﻻ حليبْ
في كل أنحاء العراقِ توزّعتْ
من نينوى لأبي الخصيب
صورٌ
لمأساة اﻷرامل والثكالى والجياعْ
قد جسّدتْ في لوحة وطناً يُباعْ
وسفينةً
وسط العباب بلا شراعْ
قبطانها أعمى أصمّ
بلا ذراع
جعفر الهاشمي
على ضفاف شط العرب البصرة
٢٠٠٥
…
متابعة نقدية وجيزة:
…
أخي الاستاذ جعفرالحبيب..
إنّ ظاهرة الإستلهام في الشعر خاصةً تكاد تطبق على جيلين كاملين عاصرا وأعقبا التجربة السيابية الخالدة..هذا أمر ملحوظ ،بل ساري المفعول حتى اللحظة الراهنة..لكن الذي لفت نظرنا بهذه المناجاة المائزة هو روعة السياقات وجدة التناول وعمق الانساق والمشاعر،والأهم الأهم إنسيابية الموسيقى..
تعلم ان أكثر التجارب التي حاولت محاكاة الرجل لم تحسن التخلص من الربكة الايقاعية بل التكلف العروضي،في حين رايت أن قصيدتك على كثافتها منسابة ناشئة عن اقتدار عروضي واضح على نفس بحر الكامل الذي تعاطى معه السياب. رح. كثيراً..لقد أجدت ايها الغالي.. حفظ الله قلبك النبيل.. والبصرة تحبك أيضا..
الحق يقال انه نص عميق الاثر.. انت رجل متواضع ..ولكن الحقيقة تقول إننا يندر أن نرى مثل هذه المحاكاة السليمة عروضاً وشكلاً ومضموناً ،انها موازاة قارئة ضليعة،وليس ذلك بالغريب على متخصص راسخ مثلك.. احسنت..مع التقدير..
أخوك
غازي احمد ابوطبيخ الموسوي
تعليقات
إرسال تعليق