PNGHunt-com-2

العنقاء : الشاعر عقيل حاتم الساعدي

العنقاء

نزلتْ نجومٌ كي تزيِّنَ مضجعي
بالهُدْبِ دونَ إشارةٍ من إصبعي

في حضرتي الأقوامُ تبدي خشيةً
ما بينَ أسرابٍ تَفِرُّ وخُنَّعِ

وكأنّما العنقاءُ تحكي قصتي
نهضتْ لتُكسى بالجمال الأروعِ

فانا المفدّى في الملوك وإنَّ لي
طغيانَ خوفو معْ تجبّرِ خفرعِ

كم مِن لَبونٍ أُذهِلَت مِن نظرتي
ولطفلِها رغم الطوى لم تُرضِعِ

بعضُ الوحوشِ كواسرٌ لكنَّها
منِّي تَفِرُّ فِرارَ ظَبيٍ مُسرِعِ

سهمُ المنيةِ في أكفِّي طائعٌ
وكأنَّني فكُّ الرَّدى لم يَشبَعِ

من نظرتي صِيدُ السباعِ تَراجَفَت
كالليثِ حينَ قتالِهِ للأضبعِ

ويظلُّ محرابُ الشجاعةِ مسكني
شتَّانَ بينَ طبيعةٍ وتَطَبُّعِ

وبدا سُلَيمانُ النبيُّ مُقاتِلي
وبرغمِ ذلكَ لم أحاذِر مَصرَعي

وإذا بصوتٍ لا يفارقُ مسمعي
وكأنَّهُ الإعصارُ زلزَلَ أضلعي

إنَّ الحياةَ تَمُرُّ مرَّ سحابةٍ
شتَّانَ بينَ مُغَفَّلٍ أو مَن يَعِي

ما قيمةُ الإنسانِ في دنيا الفنا
لولا سجودٌ فيه بعضُ تَضَرُّعِ

يمسِي بقيعانِ الحطيمِ رهينةً
لو أنَّهُ لأولي النُّهى لم يسمعِ

حطبٌ تَسَعَّرَ فوق اكتاف اللَّظى
يَلقَى اللهيبَ مِن الجهاتِ الأربعِ

للنفسِ طبعٌ مثلَ مُهرٍ جامحٍ
روِّضْهُ للفوزِ العظيمِ الأرفعِ

أطلِقْهُ مثلَ السهمِ في سوح الوَغى
واقبضْ لجامَ الجهلِ إن لم يَخضَعِ

فافهَم حديثًا قد أتاكَ مُحَذِّرًا
كنذيرِ حربٍ للمكابرِ مُقْرِعِ

لن تَرجِعَ الأيامُ مَشيَ القَهقَرَى
أو يُرجِعَ المقتولَ سكبُ الأدمعِ

كلُّ ابنِ آدمَ للإلهِ رجوعُهُ
وإنِ اصطفاهُ إلى مقامٍ أرفعِ

ما كانَ يَنجو مِن وساوسِ وهمِهِ
لو أنَّهُ للحقِّ لم يَتَجَرَّعِ

فازرَع وإن بدَتِ الحياةُ كغابةٍ
كي لا تَحيدَ عن الحَصادِ كبَلقَعِ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي