قراءة الناقد غازي أحمد أبو طبيخ الموسوي لقصيدة (نرجوك عفوا) للشاعر دمحفوظ فرج
تفضل الأديب الكبير الشاعر المُعْلَم والناقد المُقَدَّم الأستاذ السيد غازي أحمد أبو طبيخ الموسوي برؤية ثاقبة لقراءة قصيدتي المتواضعة ( نرجوك عفواً) وفقه الله
———————
إنّ ايقاع مخلع البسيط مُربكٌ لكماة الحرف انفسهم الا اصحاب الإذن الفائقة الرهافة والدِّرْبة معاً..
ولايتعلق الامر بضرورة وجود الكونترول الموسيقي على تفعيلة( مستفعلن فاعلن متفعلْ مع جواز متفعلن في الاولى وفعولن في الثالثة ) والتي تساوي (مستفعلاتن المكررة ) المزيدة المتتابعة ،وانما يتعلق بقدرة الشاعر على ضخ هذا البحر بالشعرية الحيوية والحركية الموسيقية الدافقة ..
وهذا ما تحقق بجدارة على يد الدكتور محفوظ فرج المدلل الاديب الراسخ الرصين،حدّ ان تكون سياقاته البليغة مكتنزة بالمضامين الهادفة ،
والمشاعرالصادقة والموسيقى العذبة..
كما ويظهر هذا( الكونترول) المشار اليه في وفرة الكثير من الاغراض البلاغية والانزياحات الراقية كالجناس الذكوان الوارد في البيت الثاني:
"
وانت غفار كل ذنب
فارحم عبيداً علاه ذنب
"ذنب..من الخطيئة..وذنب الثانية من الذيل..وهي اشارة بارعة جدا"..
ثم هذه المفارقات والمطابقات الجميلة المدهشة الواردة في اكثر الابيات( فاق وضاق..ضر وخطب..بردا وسلاما..عذب ورحب..عفوا وعطفا..الخ) وليس ما ذكرناه عن اديبنا المحفوظ الموقن الوطني النقي السريرة بالجديد عليه،فقد قرأنا له الكثير من الروائع التي تحمل في طياتها( الرؤية والمصداقية والجمال)..غاية الاحسان ،وكل عام وحضرتك والعراق العظيم الجليل بخير عميم بحق حبيبنا الأمجد الأمين عليه واله الطاهرين وصحبه الخيرين افضل الصلاة واتم التسليم..اقاصي المحبة واعالي التقدير صديقي العزيز...
——————-
نرجوكَ عفواً ( من مخلع البسيط )
—————
ياربِّ أنت الوهابُ عونٌ
إنْ فاقَ ضُرُّ أو ضاقَ خَطْبُ
وأنتَ غَفّارُ كلِّ ذنبٍ
فارحمْ عُبَيْدَاً علاهُ ذنبُ
يَسِّرْ لأهلِ العراقِ حتّى
يسودهمْ في حماكَ حُبُّ
واجعلْ ثرى الرّافِدَيْنِ بَرْدَاً
بهِ السلامُ عذبٌ ورحبُ
نرجوكَ عفواً ربي وعطفاً
ما خابَ قومٌ إليكَ لَبّوا
لم يبقَ للمؤمنين مأوى
سواكَ ذخرٌ إن شطَّ دَرْبُ
وفي صلاةٍ على نبيٍّ
قد خصَّهُ للسلامِ ربُّ
والآل حصنٌ لكل داء
في هديهم للأنامِ طبُّ
د. محفوظ فرج
تعليقات
إرسال تعليق