PNGHunt-com-2

حنين : قلم الشاعرة سعاد محمد

حنينْ!

كيف نبرّئُ اللّيلَ من دمِنا نحنُ أسرى الشّعورْ؟!
يحاصِرُنا بالذّكرياتِ و يَخِزُنا  بالأسماءِ الغاربةْ..
ليلُ العاشقِ لا يلوي على هُدنةْ
على بعدِ نُدبةٍ تجوسُكَ الأشواقُ الكاسرةُ
وقبّرةُ الحنينِ..
تأكلُ نعاسَكَ حبّةً.. حبّةْ!

يقبضُ الزّمنُ كفَّهُ
يطوي الأيّامَ فتصيرَ الأمسَ
تقفُ كحجلٍ منسيٍّ على جرفِ التّوقِ
وتناجي بما نجا منْ قلبِكَ..
ذلكَ المعنى الّذي ماتْ
تمرُّ على عينيكَ الجنازةُ الرّمزيّةُ
لن تمدَّ صوتكَ لتستبقيَ الراحلَ
تَفرُطُ صمتَكَ على مهابةِ اللحظةِ
وتتنكّرُ بالعزاءْ
لا تريدُ أن يعرفَ أحدٌ أنّكَ القتيلُ
وأنَّ ذاكَ النّعشَ عمرُكْ

بتهمةِ الشّغفِ..
قُبضَ عليكَ (تمدُّ  يدَكَ لتتذوّقَ  قرصَ القمرْ)
فوهبوا أحلامَكَ  أسرى للدّفلى
تودُّ كضحيّةٍ لو تظفرَ بقاضٍ
ولو من ورقْ
لتخبرَهُ :
أنَّ أبناءَ الأحلامِ سقفُهمُ الغيابُ
وأرضهُمُ ماءْ
فلمَ تعنِّفُهمُ العناصرُ بقوانينِ اليقظةْ؟!
لكنَّك تَتَنبَّهُ أنَّك لستَ سوى غبارٍ على كتفِ الأيّام المسرعةِ
تذرفُهُ الرِّيحُ بين يدي الأطلالْ

يا امرأ القيسِ..
/قفا/ فقدَتْ ساقاً, فغدَتْ عصفوراً يتيمَ الجناحْ
والمحبُّ أضحى  وحيداً ينتحبُ
كأنَّ الخيولَ الخُضرَ ما مرّتْ من هنا
ولا شربَ المطرُ من حانةِ /سقطِ اللّوى/ رجاءْ
لا هذا العراءُ أجازَ منزلاً بعطرِهِ نتعبّدُ
ولا زهّرَ صوتُ الحبيبِ ,أو لربّما محاهُ رملُ الزّمانْ

من قالَ أنّ الشّوقَ يسقطُ بالتّقادمِ؟!
من قالْ؟!
ودَّ المحبُّ..
لو وجدَ نصباً تذكاريّاً لدمعِهِ السّالفِ
ولو من ضبابٍ ,إذاً, لاستراحْ
أو وجدَ حتّى أغنيةً  دارسةً تدلّهُ..
كيف تُدرَكُ من دربٍ بلا جمرٍ رحمةُ الصّباحْ؟!
---‐------------------------------------------------
النّصّ من مجموعتي الثّالثة ( تيمّناً بالورد).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي