سفر الروح :الشاعر عبد الرضا الويساوي
# سَفَرُ الروح #
في ليلـةٍ قَدْ غَـزا أشـواقيَ الفَيْضُ
اشـتقتُ فيها إلى مَنْ حُبُّهمْ فَرْضُ
رأيـتُ حُلْـمـاً كأنَّ الـــروحَ خارجـةٌ
وفي هَـيـامٍ لـهـا أسـرى بهـا النَّبْضُ
فعَـرَّجَتْ في سـمـاءِ الحُبِّ هائِـمَـةً
ما نالَ مِـعْـراجَـهـا حقـدٌ ولا غَيْـضُ
رأيتُـهـا وهيَ تهـفـو صَـوْبَ قـافـلـةٍ
يحدو بها عاشـقٌ في خطوهِ وَمْضُ
نحو الـعـراقِ تـبـارتْ نـوقُ لَهْـفَـتِـهـا
كأنَّـهـا مُـرْسَـــلٌ تُـطْــوى لــهُ الأرضُ
فطافَ حـولَ فَضـا بغدادَ مَشْـعَـرُهـا
مـا حَـدَّ تِجْـوالَـهـا طــولٌ ولا عَـرْضُ
فجَلَّلَـتْهـا الأماســي وهي تُنْـشِـــدُهـا
شعرَ اغترابٍ بَكى من شَدْوِهِ الرَّوْضُ
هاجَتْ هَيـامـاً فقَـدَّتْ دُبْرَ مَقْصَـدِهـا
لأرضِ عـشـتـارَ في أعـنـاقِـهـا قَـرْضُ
تـوَضَّـأَتْ مـن مـآقـي شَــطِّ حِـلَّـتِـنــا
غـنّـى لـشَــمْـعِ فِـداهـا جُرْفُـهُ الـغَـضُّ
وعـانَـقَـتْ نخـلـةً قَدْ كُـنْـتُ تَـوْأَمَـهــا
مُطابِقٌ في سَـجايـا عِشْـقِـنـا الحِمْضُ
يمـتَـدُّ جَـذْرٌ لـهـا في عُـمْـقِ ذاكـرتــي
لـذاكَ لَـمْ يختـرقْ أحـشـاءَنا الـبُـغْـضُ
حيثُ الصبـاحـاتُ فـيـروزٌ تُـشَــنِّـفُـهـا
وحيثُ يَنْـشِـدُ في مِذْياعِـنـا الـعِـرْضُ
مـن "بـابـلـيـونَ" كانــتْ لــي مُـبــارَزَةٌ
لـلـفـاسـديـنَ وفـيـهـا يَـرْجُـزُ الـرَّفْـضُ
تـِسْـعٌ من الهـجـرِ لـوعـاتــي توثِّـقُـنــي
في مَـوْطـنِ الـثـلـجِ لكنْ تحـتـهُ رَمَضُ
عاتبتُ يـا نبضُ ما أقسـاكَ في وَجَعـي
فكـيـفَ عَـنْ قلـبــيَ المَـكْلــومِ تَـنْـفَـضُّ
فـعـادَ نَـبْـضـي الــى مَـثْــواهُ مُـعْـتَـذِراً
والـــروحُ عـادتْ وعَـنْ آثــارِهِ تَـنْـضـو
وحـيـنَ حـانَ أذانُ الـفـجــرِ قـلـتُ لـهـا
يـاروحُ هـيّـا ادخلـي لا فـاتَـكِ الـفَـرْضُ
*****
الويساوي / تركيا / أيار / 2023
"بابليون".. راديو بابليون الذي عملت فيه وساهمت في تأسيسه.
تعليقات
إرسال تعليق