لدقائق : الشاعر منهل مالك
لدقائق
طوفانٌ مِن البياضِ النرسيسي
وأكداسٌ من الورق
إنّي أغرق.. أغرق
في بحرِ جسدها الأبيض
ولا زورق
أنثى الأحلام
عذراءُ تناديني
تتحدى فحولتي
على سريرِ طاولتي
وكأسُ العرق
يُزكي نارَ الشبق
يُغري يراعَ الرّب
والربُّ مثلي..وَلِهٌ عاشق
كلانا..كلانا يبحثُ عن الحب
عن الجمال
عن أنيس
كمراهق يرسمُ سهاماً وقلب
لدقائق
وأنا وكلُّ هذا الطوفانُ الناصع
وثالثنا أبليس
عربةٌ تجرُّ خيول
قلمٌ يجرُّ أصابع...ويجامع
"أنتريختوس"
"دميان"
"عزازيل"
مرحباً بكم ياثعابينَ الغواية
مرحباً بِكَ يا شيطان
قلْ لا أعوذُ برّبِ الفلق
هذا البياض مُضْجِر
هذه الجنّةُ الرّتيبةُ..موحشة
شجرةُ المعرفة
تُسيلُ لُعابَ الشهوة
.. هاكَ يابياضَ العدم
نجيعَ قلم
يُحيي مواتَ الفراغ
أيكاً وحدائق
لدقائق...
تارةً.. أُلقي الحروف
وأستبّشرُ نُضجَ القطوف
أستبّشرُ تُخمةَ البيادر
وفي دقائق
في لحظةِ جنون
أجدني أُمزِّقُها أُهْدِها للريح
يماماً وغمام
كَنيرون أُضرِمُ فيها الحرائق
كطفلٍ مشاغب
جَهُدَ في صنعِ دمية
ثم حطمها وراحَ يبكيها
كعاشق "خطَّ سطراً في الهوى ومحا"
أحيي وأُميت
..في دقائق
مصابٌ بالانفصامِ أنا
كافرٌ أنا ..ملحدٌ أنا ..مؤمنٌ أنا
كزوربا الماجن
أرقصُ كمتصوّفٍ راهب
بعكسِ العقارب
على ألحان "كارمينا"
أتمايلُ كالزنابق
"بيجماليون "
يا أيُّها الربُّ السجين
في صلصال
حطم جرّةَ الفخار
ولا تخشى الخطيئة
ظلُّكَ يشكو الوحدة
حطمهُ ليصيرَ ظلال
ليُسال نبيذُ الروح
على هذا البياض
..زهوراً وشقائق
الثلجُ سؤال...
الثلج سؤال
والشمسُ تُفصحُ عن حقائق
بيجماليون يا أنا
خيطُ الحريرِ أبيضٌ خانق
والدودُ لا يصير فراش
حتى يمزِّقَ الشرانق
لولا الخطيئة ماكنّا وما كان
لدقائق كنتُ أنا الشيطان
وكنتُ أنا الخالق
منهل
تعليقات
إرسال تعليق