أنا وشاي جدتي : بقلم الشاعر محسن محمد فندي
-انا وشاي جدتي-
*****
تذكِّرني اللقالق بالرَّحيل
فاغافل جدَّتي وأسرق باقة من الشَّاي البلدي( الزوفا)
اللتي خبأتها لفصل الشِّتاء
تحت إبط جدِّي
وأسرع تحت عين المطر العمياء
فهي لاتفرق بين مجمرة المقابر
ومجامر المشعوذين
أتذكر المرأة العمياء في حارتنا
واللتي باعت دزينة ونصف من الدُّموع لجارتها الثكلى لتستمر بالبكاء
خلف نعش وحيدهاالشهيد
الذي اختارتها إحدى الطلقات
من بين كم من عواميد الإسمنت
في ليلة مقمرة
-ياالله...!
ماأبرع الطلقات في اختيار
الصُّدور العارية للفقراء؟-
لكن صوت ذاك الدِّيك المبحوح
يؤذن لصلاة الفجر
ولا يجيبه المصللون
لكنني كنت أوقن بأنَّه يخبرني
باستيقاظ الفجر
على خطا ليلةنكرة ظلماء
فأحثُّ قدماي المتعبتان
من عدو الأشجار
على جانب طريقي
بعكس اتجاهي
فتهرب من أمامي المسافات
يالِ المسافات المؤلمة
بين الخوف والرَّحيل..
حين يعلن ليل كانون الولادة
من خاصرة مظلمة باردة
فكيف ستكون الأمواج وقد ابتلعت
آلاف المراكب وأعلنت..
أنَّ الهروب من بلاد العفاريت
ممنوع بقانون أسماك القرش،
ضحلة هي أحلامنا
أيها المتثاقل من
قهر الحوانيت وغصة الكهرباء
فحفارة القبور القت معاولها
من جليد الموتى
فقد طغى بخور المقابر
على بخور المزارات
وقريتي تخاف عويل الذِّئاب
في ليلة ريح مارقة..
تحمل في ثناياها
رائحةاحتراق القمح..
ونفط الحفارات
فإلى أي الجهات
يا قلبي تعلن الرَّحيل
وقد اغلقت بوجهك حتَّى
ثقوب جيوبك الفارغة
وكيف ستعود بعد أن
استهلكت كامل باقة (زوفا) جدَّتك.
بقلمي
محسن محمَّد فندي
M.M.F
??***??
تعليقات
إرسال تعليق