PNGHunt-com-2

نبتة الحياة : قصة بقلم المبدعة اللطيفة دانة أنور السعيد

نبتة الحياة
قصة بقلم حفيدتي "دانة أنور السعيد"
   كان هناك طفلان مايا و بيتر، وكانا طفلان مهذبان ولكن المشكلة الوحيدة أنهما يحبّان اللّعب على الأجهزة الإلكترونية.
  وفي يوم من الأيام ذهبوا لزيارة جدّتهم التي تسكن في كندا (أوتاوا).
وبعد و صولهم الى بيت الجدّة تناولوا الغذاء و جلسو على الأريكة يلعبان على الأجهزة الإلكترونية.
فتنبّهت لهما الجدّة وقالت: لو سمحتما أعطوني الأجهزة الإلكترونية، ثم أكملت حديثها قائلة: ألا يمكنكم العيش ولو ليوم واحدٍ  بدون اللّعب على الأجهزة الإلكترونية، فإن فعلتما ذلك فسأقرأ لكما قصة.
وافق الطفلان، وعندها تناولت الجدّة كتابا من رف الكتب، غريب الشكل أزرق اللّون، كبير الحجم و بدأت بقراءة القصة قائلة:
كان يا مكان في سالف العصر و الأوان  حتى كان، كان هناك أخوين، اسم البنت تالا، وأخيها اسمه زيد. كانا يعيشان مع أمهما و أبيهما في كوخ صغير في بلدة  "تركمانستان" بسعادة و أمان. وفي يوم من الأيام مرضت الأم و كان علاجها الوحيد هو نبتة الحياة التي تنبت في جبال الهمالايا، فكان على الأب أن يحزم امتعته و يذهب إلى السوق لشراء حصان وعربة للسفر.
و في طريقه الى السوق رأى رجلا عجوزا يحمل أمتعة كثيرة فساعده على حمل أغراضه إلى المنزل، فسأله العجوز: كيف أرد لك جميلك فأجاب الأب: أتعرف محلا جيدا لبيع الأحصنة و العرابات.
فأجاب العجوز: خذ هذين الحصانين و هذه العربة فلقد كبرت بالسن، ولكن انتبه اليهما فهما مميزان .فاستغرب الأب و أكمل طريقه إلى البيت.

وفي اليوم التالى  نادى الأب أخته لتبقى مع تالا و زيد، و ذهب الأب مع طلوع الفجر، و لكن تالا و زيد أرادا الذهاب معه. لكن الأب لم يقافق فاختبأ كل منهما سرا في العربة و ذهبا معه من دون علمه.

و بعد يوم من السفر شعرت تالا و زيد بالجوع و البرد. و قد وصل الجميع إلى منطقة باكستان و عند منحدر جبلي فجأة ظهر كل منهما للأب فتفاجأ الأب، فقد انحدرت العربة الى المنحدر الجبلي و كادا أن يموتا و لكن فجأة طارت العربة و الأحصنة ووصلوا الى الجهة الأخرى من المنحدر بأمان.
غضب الأب و قال: كيف لحقتما بي ألم أقل لكما أنني لا أوافق على ذهابكما معي فهذا خطر عليكم. و لكن ليس بيدي شيء الآن فقد ابتعدنا عن الكوخ كثيرا.

و ثاني مفاجئة كانت أنّ الحصان كان يطير.

قالت تالا الحصان طار أرأيتم!

الحصان: و أتكلم أيضا.

زيد: كيف ذلك؟

الحصان: أنا حصان سحري، الرجل الذي باعني لصديقه وجدني في الغابة السحرية، وكان يحب المغامرة لكنّه طيّب القلب أيضا.

ثمّ أنهم أكملوا طريقهم الى جبال الهملايا.

وكانت الهند محتطهم التالية، فاشتروا بعض الطعام ليأكلوا. و في الليل لم يكن هناك مكان ليناموا فيه فاضطرو أن يناموا على الطريق و لكن رآهم رجل طيب القلب فاصطحبهم الى بيته و أطعمهم من طعام عائلته و ناموا في بيته و علمهم بعض تقاليدهم و ثقافاتهم ثمّ و دعوا ذلك الرجل الطيب و شكروه على حسن ضيافته لهم، و أكملوا طريقهم الى جبال الهمالايا عن طريق الحصان السحري الذي طار بهم فوق البحر ليصلوا إلى جبال الهمللايا.

عندما و صلوا إلى جبال الهمالايا أتت رياح قوية و تأذى الحصان ووقع على الأرض و اضطروا الى تسلق تلك الجبال.

تسلّق جبال الهمالايا كان صعبا جدا  تسلقوا و ناموا، و تسلقوا وناموا أياما، و عندما اقتربوا من  الوصول و قعت تالا من الجبل لكن الحصان رآها و خاطر بحياته لإنقاذها و أنقذها و مات الحصان أكمل الأب و زيد المسير بعد الإطمئنان على تالا لأنه كان من الصعب أن ينزلوا و أن يُحضروا تالا لأنهم اقتربوا من الوصول. وأخيرا وصلوا إلى قمة الجبل حيث تنبت تلك النبتة.

ولكن المشكلة الوحيدة أنه كان يحيط بتلك النبتة الكثير من الأشواك، و لكن زيد الأخ الأصغر خاطر بحياته حبا بأمّه لأن أقدامه صغيرة مكّنته من المرور بين الأشواك، وأخيرا أحضروا نبتة الحياة.

و عند نزولهم جبال الهمالايا وجدوا بعض الصعاب في طريق العودة وكاد أن يصيبهم الاستسلام و اليأس و أخذو يمشوا بصعوبه  من البرد و الطرق الوعرة، و فجأة ظهر لهم رجل حكيم كبير جدا بالسن، و قال لهم أنا أعرف حكايتكم، أنتم من تركتم تركمانستان و أتيتم هنا لأخذ نبتة الحياة لعلاج أمكم، و أنا من ساعدكم بالأحصنة السحرية و سهّل بيعها لكم, لا تستسلمو وهيّاأكملو طريقكم.

سأله زيد كيف لنا أن نصل بلادنا و هي بعيده جدا دون شيء يوصلنا الى هناك.

قال الحكيم أنا أستطيع أن أوصلكم إلى أمكم بسهولة، لكن بشرط.

قال زيد: ما هو ؟

قال الحكيم: أن تعطني جزءا بسيطا من هذه النّبته لأسترجع قواي.

فـأعطوه من النّبته و رجع معافى و قوي.

فأمر لهم ببساط طائر يوصلهم إلى بلادهم.
ركبوا البساط و ذهبوا لأمهم بسلام، وأعطوها النبتة و تعافت بسرعة و عاشو بسعادة و أمان للأبد. ومكافئة لتالا و زيد اشترى الأب لهما ما كانا يودّان شراءه، فطلب زيد سيارة و طلبت تالا سوارا لونه زهري و عليه ورود.

وبعد أن انتهت الجدة من قراءة القصة سألتهما: هل أعجبتكم القصة يا أحفادي؟
فقالا مايا و بيتر: نعم لقد أعجبتنا كثيرا يا جدتي.
الجدة: و ماذا تعلمتما منها؟
فقالت مايا: تعلمت أن القراءة ممتعة و علينا أن لا نلعب على الأجهزة كثيرا.
أمّا بيتر فقال: تعلمت أنّ علينا ان نصبر و أن نكون شجاعين و أن لا نكذب على أهلنا لأن زيد و تالا ذهبا مع والدهما من دون علمه، و عرضا حياتهما و حياة أبيهما للخطر.
و عندما أعادت الجدّة الكتاب لاحظت تالا أن بيد الجدّة سوارا لونه زهري و عليه ورود كما ذكرت في القصة فاخبرت تالا زيدا و ضحك الجميع.
النهاية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي