هكذا أخبرتني كربلاء : بقلم الشاعر مهندع صقور
هكذا أخبرتني كربلاء
في بُقعَةٍ مِنْ بِقَاعِ هذا العَالَمِ البَارِدِ / المُظلِمِ .., وفي زَاوِيةٍ مُطِلّةٍ على فوضى خَلقِهِ وَخُلُقِهِ .., كُنتُ أنَا ورُزنَامةُ تاريخٍ مُفَخّخٍ بِكلّ مَا يُفجّرُ ويَقتِلُ .., مُزوّرٍ بِكلّ مَا لا حقيقَةَ لَهُ .., كُنتُ هُنَاكَ أتّكِئُ عَلى قَلمٍ شَارَفَ حِبرُهُ على الانتِهاءِ .., وَعلى طَاوِلَةِ عُمريَ المُثقَلِ بِالفَجَائِعِ والويلاتِ بِضعَةُ أورَاقٍ تُرَاقِصُهَا ريحُ الشّمالِ الهَارِبةِ مِنْ تقويمِ الفصولِ .., وَعلى جدرانِ ذَاكِرتي الرّاعِفةِ آلافُ الصّورِ الرّاحِلَةِ / العَائِدَةِ لِعَابِري سُبُلِهِم .., وَعَبرَ مرآةِ بَصَريَ المُمتدّ في كُلّ نَاحٍ رأيتُ لِلمرّةِ الأولى أطيافَ الحقيقةِ الضّائِعَةِ .., وَهُنَاكَ على لوحِ بصيرَتيَ المحفوظِ قرأتُ أسماءهم .., تَهجّيتُ أحرُفَهُم .., قَارنتُهَا لَفظاً وَمعنى .., وَعَلى رَحى هَيهَاتِ كربي وَبَلائي خَاطَبتني " كرْبلاءُ " .., هَاكَ دِيواني وأولاءِ قصائِدُهُ .. إقرأ وافهَم وأنَا الضّمينةُ لَكَ بِالبَقاء
هَذِهِ أبجديّتُهُم .., وذي دوَاةُ حِبرِهِم .., فاغرِفْ واكتُبْ .., إنّهم كُتّابُ وحيكَ ..
=========== ( أُسطورَةُ الكِنديّ )
مَنْ أنتُمُ .؟ سألوا وَقَالوا وَادّعُوا
=================== واستَنفَروا أحقَادَهُم وتَجمّعُوا
وَتَبَادلوا لَغوَ الكلَامِ وَزُورَهُ
================== وَبِبَاطِلِ الأقوالِ جَهرَاً جَعجَعوا
وَاستَنفَروا الإفتَاءَ مَرجِعَ كُفرِهِم
================= فَـ ( أبو الجَهَالَةِ ) شَيخُهُم وَالمَنبَعُ
مَنْ أنتُمُ .؟ سألوهُ ., قَالوا : أفتِنَا
================== وَاشفِ غَليلَاً في الحشَا لَا يَنقَعُ
هَلْ هُم كَمَا قالُوا ., وَقالَ ( إمَامُهُم )
================== وحيُ الإلَهِ وَسِرّهُ المُستَودَعُ .؟!
أمْ أنّهُ : الوَهمُ الذي خُدِعُوا بِهِ
================== عَبرَ العُصُورِ وَلَمْ يَزَالو يَخَدَعوا .
وَبِأنّ جَنّاتِ المُهَيمِنِ عُنوَةً
===================== إلّا لَهُم أبوابُهَا لَا تُشرَعُ .؟
إيهَاً ( أبَا جَهلٍ ) وَدَوّى عَاصِفُ
=================== فالقومُ حَمقى .., والفتَاوى بَلقَعُ
هَيّا افتِهِم ., وَثّقْ لَهُم إلحَادَهُم
=================== فَعَلَامَ صَمتُكَ طَبلُهُ لَا يُقرَعُ .؟
عَمّ السّكونُ جُموعَهُم لَكأنّهُم
================== في يَومِ حَشرٍ مُهطِعُونَ وَخُضّعُ
وَإذَا بِصَوتٍ صَكّ سَمعيَ وَقعُهُ
==================== دَوّى تُردّدهُ الجِهَاتُ الأربَعُ
أولاءِ مَنْ يَا ذا المُحيّرُ صَمتُهُ
================== هَلّا نَطَقتَ بِمَا يُريحُ وَيُقنِعُ .؟!
هَلّا أزَحتَ السّترَ عَمّن خَطّطوا
================== دَربَ الخُلودِ وَعبّدوهُ وَوسّعُوا.؟!
فَأجَبتُهُم والحَرفُ يَلظَى جَمرُهُ
================== أولاءِ أشباهُ الإلهِ ., ألَا : اسمعُوا
أولَاءِ أشَبَاهُ الإلَهِ فَصّدّقُوا
===================== ولتتركوا قَالَاً وقيلَاً ولتَعُوا
أولَاءِ مَنْ أبدوا الوجُودَ بِـ ( كَافِهم)
================ وَبِـ ( نُونِهِم ) هَزّوا المُحَالَ وزَعزَعُوا
لَبِسُوا بُرودَ يَقينِهِم وَتزَوّدوا
================== صَبرَ الإلَهِ عَلَى الرّدى وَادّرّعُوا
مِمهَازُهُم نَحو الخُلودِ ( حُسَينُهُم )
=================== وَبُراقُهُم : ( هَيهَاتُهُ) وَالمَفزَعُ
***
أُسطُورَةُ ( الكِندِيّ ) يَومُ قِيَامَةٍ
=================== والجُرحُ قَاضٍ والقَضِيّةُ أرفَعُ
والحُكمُ فِيهَا لِلشّهيدِ وَنَزفُهُ
================== فَصلُ الخِطَابِ وَنَصّهُ والمَرجِعُ
قَاضي القُضَاةِ عَلى البَريّةِ كُلّهَا
=================== قِسطَاً وَعَدلَاً ., حُكمُهُ لَا يُدفَعُ
فقهُ الشّهَادَةِ لَيسَ يُدرِكُ كُنهَهُ
===================== إلّا : الأُلَى لِلهِ عَقدَاً وَقّعُوا
هَذا ( الحُسَينُ ) وَ ( كَربَلَاءُ) قَصيدُهُ
================== ( لَا تَحسَبَنّ ) : خَتَامُهُ وَالمَطلَعُ
إنّي لَأسمَعُ صَوتَهُ مِنْ ( كَربَلا )
=============== ( لَاءً ) بِهَا أوحَى : ( البَطينُ الأنزعُ )
إنّي لَأسمَعُهُ يُعيدُ مُؤَكّدَاً :
================== أُولَاءِ أشبَاهِي فَخرُّوا وَاركَعُوا
فَإليهِمُ تَحني المَجَرّةُ هَامَها
=================== وَإلَى عُلَاهم تُستَطيلُ الأذرُعُ
( هَيهَاتُهُم ) طُوفَانُ نزفٍ جَارِفٌ
================== ( لَاءَاتُهمْ ) بَرقٌ وَريحٌ زَعزعُ
***
مَنْ أنتُمُ .؟ قَالُوا : وَأينَ دَليلُكُم
================== سألوا فَقلنَا : مَالكُم لَا تَقنَعُوا.؟
أولَاءِ : أشباهُ الإلَهِ ., وَحقّهِ
=================== قَسَمٌ لَهُ كُلّ الخلائِقِ تَخشَعُ
فَـ ( طَفُوفُهم وَادي طُوىَ ) وَنَزيفُهُم
================ ( يَاءُ الكليمِ ) فَرَدّدوهَا وَاخشَعُوا
ولتَنظُروا حيثُ المَجرّةُ أشرَقتْ
================== بِجِبَاهِهِم ., والنّورُ مِنهَا يَلمَعُ
وَلتَنظروا ( قَبسَاً ) يَلوحُ مُشعشِعاً
================== إلّا بِقُدسِ وُجُوهِهِمْ لَا يَسطَعُ
و( شِهابَ ) حقٍّ مَزّقَتْ أنوارُهُ
================= ظُلماتِ عَصرٍ في دُجَاها يَقبعُ
هُمْ ( جذوَةٌ ) لَاحتْ لِقلبي مَوهِناً
================== فَغَدَا لِأصَنَامِ البَلَاهَةِ يَصرَعُ
***
مَنْ أنتُمُ .؟ هَذي الثّواكِلُ عِندَها
================ مَا ليسَ يَملكُهُ الخَطيبُ المِصقعُ
وَلَهُنّ مِنْ بَينِ الخلائِقِ كُلّها
================ حقّ الجَوابِ وَفَصلُهُ المُستَرجَعُ
مَنْ أنتُمُ .؟ مَدّ الجوابُ صِراطَهُ
================= لِلمَا أتى ., والأُحجِياتُ تَطَلّعُ .!
فَلَأنتُمُ : مَجلَى الألُوهَةِ ., ( طُورُهَا )
================= وَ ( كَليمُكُمْ ) فِي كُلّ قَلبٍ يَرتَعُ
هَا قدْ أتَيتُكمُ يَرَاعِي في يَدي
================= وَالنّزفُ حِبرِي وَالبَلَاغَةُ مِبضَعُ
وَأَرَقتُ مِنْ دَنّ الحَقيقَةِ مَقطَعاً
=================== فَزَكَا بِبَخّورِ الولاءِ : المَقطَعُ
وَإذَا بِبُستَانِ الشّهَادَةِ مُعجَمٌ
================= يَزهو بِـ ( أحمرهِ ) البَيانُ ويُمرعُ
وَبِهِ ( استِعَاراتُ ) تُخبّئُ خلفَهَا
=================== مَا النّزفُ أبدعهُ فَجَلّ المُبدِعُ
لَبِستْ حَقَائِقُهُ ( المَجَازَ ) تَقيّةً
===================== حَيثُ التّقيّةُ : بُردَةٌ لَا تُخلَعُ
أُولَاءِ أشبَاهُ الإلَهِ وَهَلْ تَرى
================== يَومَ الحِسَابِ سِوَاهُمُ مَنْ يَشفَعُ .؟
شِعر ..
د . مُهنّد ع صقّور
سوريا .. جبلة
تعليقات
إرسال تعليق