PNGHunt-com-2

عفاريت بابل :بقلم الشاعر عقيل حاتم الساعدي

عفاريتُ بابل

أتى بسحرٍ لدحرِ السحرِ هاروتُ
ووحيهِ بعيونِ الشعرِ لاهوتُ

أسطورةٌ بكلامِ الجنِّ قد مُزِجَتْ
وأصلُها في عظيمِ اللوحِ منحوتُ

لهــا بهــاءٌ بعينِ القلبِ ندركُـهُ
صرحٌ أحاطَ بــهِ درٌّ وياقوتُ

ونبضُها في عروقِ العارفينَ جرى
ما غيرُهمْ بضياءِ القلبِ منعوتُ

مِنْ بابلِ المجدِ للأقـ ـصى حكايتُها
بطلْسمٍ خطَّهُ في الصخرِ ناحوتُ

قالوا سليـ ـمانُ مدفونٌ بتربتِنا
وحُمِّلَ الهيـ ـكلَ المنقولَ تابوتُ

قومٌ سكارى وقد يخفونَ ما مكروا
كأنَّـها لعبةُ التنجيمِ تاروتُ

تذكَّروا حزنَ صهيـ ـونٍ وغربتَهمْ
أما الأنينُ فمنذُ السبْيِ مكبوتُ

لكنهم عزفوا للغدر ملحمةً
وردِّدَ الحرفَ مشدوهٌ ومبهوتُ

نارٌ وتجعلُ من أوطانـِنا حطبًا  
لم ينجُ منها وإنْ جاهدتَ ناسوتُ

وَقرَّروا أنَّنا المشؤومُ طائرُهُ
و أمَّ في الجمع يوم الطعنِ سربوتُ

سودٌ عِجافٌ بلا شمسٍ ولا قمرٍ
وموعدُ الفجرِ لم يدركهُ توقيتُ

فحالةُ الدار من بعدِ الضياءِ دجًى
والناسُ يحكمُهمْ جبتٌ وعكروتُ

مجرِّبًا كلَّ أصنافِ العذابِ بهمْ
وديَّةُ القتل لو أُنصفتَ سحتوتُ

ان الافاعي بعين السحر خادعة
وقد يلابسَ ثوبَ العدل طـ ـاغوتُ

ناديت والصوت مصحوبٌ بحشرجةٍ
قد نابَنا يا عبادَ اللهِ تشــتيتُ

تبقى النجوم لدرب الحقِّ بوصلةٌ
ما كانَ يُطفؤهُا جنٌّ وعفريتُ

من يعشق النورَ لايسمعْ لمرجفةٍ
فالقلبُ يحكمُهُ في النورِ تثبيتُ

سبِّح لعلك مشمولٌ بمغفرةٍ
قد ينقذ العبد من بحر الدجى حوتُ

وراقصِ اللحنَ من قيثارةٍ عزَفَتْ
وقل لهمْ علنًـا: في غيظِكمْ موتوا

فلن يرى النصرَ قومٌ رُغمَ كثرتِهمْ
وكلُّ شاغلِهمْ من جريٍهمْ قوتُ

فالطيرُ يغدو بَطينًا بعدَ مخمصةٍ
حتى ولو حَمَلَ الأرزاقَ خرتيتُ

ومَــنْ تأمَّلَ في أسرارِ حكمتِهِ
يصحبهُ نحو فضاءِ الروحِ ماروتُ

يهذب النفسَ يجعل ظهرَها فرسًا
وداعيًا لايصيبُ العزم تفتيتُ

تبدو الحدائقُ في عينية مورقةً
فإنَّ شانئَهُ الملعونَ هلفوتُ

الفجر آتٍ ولم يخلف مواعدهُ
وإنْ يصادرَ صوتَ الديكِ كـتكـوتُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي