احتياطي لاغتصاب الذاكرة : بقلم الشاعر العجمي الجملي
احتياطيّ لاغتصاب الذّاكرة - شعر : العجمي الجملي
،،،،،،،،،،
لو أصبح رجلاً.
أتشتّت شبقاً.
في مفاتن أنثى تعشق السفر ، في المعاقل المهملة.
تسترق الحنين إلى بقاياي.
تؤسسني من جديد.
وتحيي زنبقة الرغبات.
في خريف الجسد ، حين تنتهي المهزلة.
وعلى حبل هذا الزمان اللّقيط.
لا تستبيح غسيلي.
وتبكي فوق ذاكرتي.
وتسقي دموعها للعصافير.
وهي تموت مكبّلة.
كي لا يرسم الشعر تاجا للقبور المجمّلة.
،،،،،،،،،
لو أصبح رجلا.
أشحن جثتي المحنّطة.
بما تيسّر من آحتياطيّ الروح.
فتخرج حيّة.
زهرة أقحوان في سلّة المهملات.
بين فاقد المطرقة والذي ضيّع منجله.
وأعلن يوم ميلادي الحقيقي.
وأصرخ.
لي الآن أن أزرع صوتي.
أؤسّس بالكلام حصونا.
تقيني الرقيب وحرقة الأسئلة.
لماذا البلاد بكت.
كتب علينا الشقاء.
كما كتب على الذين من بعدنا. قل يا أيها الخابزون لا أخبز ما تخبزون ولا أنتم خابزون ما أخبز ولا أنا خابز ما خبزتم ولا أنتم خابزون ما أخبز لكم خبزكم ولي وجبة المزبلة !!
لماذا البلاد كئيبة.
أربعون حزنا وحزن.
في قلب مومس.
يا مخدع الغرباء جئتك شبقا.
وعلى يساري حيرة وعذاب.
إنّي الزّناتي الذي نقش السّماء.
فبدت بها كواكب وشهاب.
في ركض رقص الرّاب.
يطلب الشاعر خبزا وتأكل باليمين ذئاب.
في عرض دقّ الناب ينتهي المبدع صمتا.
وتصهل في الدروب كلاب.
في عصر فنّ الغاب.
ينتفي الشاعر مقتا.
ويصدح بالنشيد غراب.
في صيف حلق الوادي.
يطلب الشاعر ثوبا وترفل في الحرير قحاب!.
،،،،،،،،،،،،،
يا منبت الشعراء.
هل في القلوب المرمرية خافق.
ترتاح تحت ظلاله الأعصاب.
لماذا البلاد غريبة.
لماذا تموت الحبيبة.
لماذا الجياد كبت ؟.
أربعون حلما وحلم قد انتهت.
في دروبها المقفلة ؟؟.
،،،،،،،،،،،،،،
لو أصبح رجلا.
أخرج منّي.
ومن مساحيقي.
وأتلو في جنازة الكون.
بردتي المخجلة.
وأسجد للنّجوم التي تخطّ صورة الفرح فوق صفحة الليل.
والكلام الذي يستبيح آغتيالي.
ونهاياتي المؤجّلة.
فهذه الشمس.
كم ضاجعتها فوق صهوة الحلم.
حين تشرق ليلا.
وتغرب في الصّباح مدلّلة.
ومبجّلة.
وعندما صرت كلبا في الطّريق العموميّ.
كانت السّماوات ترتعد.
ويهرب القمر من مدار الرّعب والألق.
ويطلع الحلّاج.
زنبقة للغد المرتجى.
بين الشّغاف مزلزلاً.
أنا الله.
ويحضنني خوفا من جراد المدينة.
حين تكبر المسألة.
،،،،،،،،
لو أصبح رجلا.
أزرع ملامح وجهي في الوجوه المهلّلة.
أنا الغريب بلا غد وبلا قسمات.
أحضن جرحي وأمضي إلى المقصلة؟.
،،،،،،،،،،
لو أصبح رجلا.
أقرأ بردتي وأموت.
في جحيم القوافي وحرقة الأسئلة.
لوأصبح رجلا.
أدخل لجج القصيد ، بلا بسملة.
لوأصبح رجلا.
لكنّني .. رجل معضلة !.
احتياطيّ لآغتصاب الذّاكرة ـــــ شعر : العجمي الجملي ــ (24-5-1996)
تعليقات
إرسال تعليق