PNGHunt-com-2

حنظلة : بقلم الشاعر العريق عقيل حاتم الساعدي

حنظلة

ما زالَ يُقتَلُ كلَّ يومٍ حنظله
لكنَّهّ في القــدس مثل السُّنبُله

مازال ينظر للسماء ليرتوي
سحبٌ دنت بالامنيات محمّله

متبسِّمًا والوجهُ نور ساطعٌ
ودمُ البطولةِ بالكرامةِ غسَّلَه

بطلٌ تدَثَّرَ بالاباء ولم يهبْ 
يمضي ويتركُ في الشفاهِ الأسئله

أمٌّ تزغردُ للشهـيدِ بعرسهِ
والابنُ صاغ من الحجارةِ قنبله

عجَزَت أيادي الغدرِ عن إخضاعِهِ
جيلٌ تحَدَّى بالشـهادةِ مَقتَلَه

لم يخشَ موتا في عيون عدوهِ
يمشي إليه بخفةٍ كالهروله

من بعد ما سفكوا الدماء بارضه
سيخاصم الفلاحُ كرهًا منجله

جرحٌ يواسي كربَلاءَ بنزفهِ
فالطفلُ يُقتَلُ والمُؤَذِّنُ حرمَله

قد جاءَ يدعو للصلاةِ وصوتُهُ
ذبحَ الطهارةَ بعد ذكرِ البسمله

ما جفَّ نهرٌ أحمرٌ في أرضِنا
والشاعرُ المحزونُ يتلو الحوقله

تَعسًا لمَن باعوا الجنان ليَحكُموا
يا ويلَ مَن جعَلَ الرذيلةَ مَنزِلَه!

قالوا المحبة والسلام شعارنا
نصٌ وضيّعتِ العهودُ دلائله

وكأن قرآن الجبانِ مداهنٌ
وبه قوانين الجـهاد معطله

يا ويل مَن قُفِلتْ عيون فؤادهِ
حتى وانْ حفظ الكتابَ ورتله

حكام خزي والكراسي قيدهم
تركوا الكرامة في السجون مكبله

باعوا البلاد ولم يراعوا ذمةً
خذلوا الشهـيد وباعوا دمع الأرمله

اتضيع في هذا الضباب بصيرةٌ
ومقابر الشهـداء صارت بوصله !

لن تنهش الايامُ في آمالنا
أو يُخلِفِ الرحمنُ وعدًا أنزله

فاضرب بسجيلٍ على تيجانهم
واقرأ على سمعِ الكبير الزلزله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي