أمسى الفؤاد : الشاعر محمد شاهين /السلمية
« أمسى الفؤادُ »
أمسى الفؤادُ على الذِكرى لكم تَبعا. والعقـلُ يسـألُ ما أبـلى وماصَنَـعا
والآهُ تَـزْفُرُ من نـارِ الجَـوى حِمَـمَاً
تَتْـرَى وتُـظْهِر ما أَمسى بـها وَجَعا
يـامالكَ القلبِ خُذْ روحي بـِلا مُطـَلٍ
واردِد ْ إلي َّ وداداً كـان قـد قُطِـعا
في حَضرةِ الحُبِ أبـدو والهاً شَغِـفاً
وإن توارى ترى الصَمصَامَ قد نُزِعا
الخير ُ في الناسِ مَجبـولٌ بفطرتهم
والعاشقُ الحَقُ لايـقسو وإن صُفِـعا
في غُرَّةِ المجدِ سَطرنـا الغَرامَ وكَمْ
جبنا الثُـريا وضـاقَ الكونُ إذْ وَسِعا
بيـنَ النـجومِ ترانـا نفتـرشْ سُحُبـاً
طـوراً ونـركلُ ما جادتْ لنـا مـِزَعا
حتى بنينـا قصـورَ الحـبِ شامخـةً والكونُ يـعجزُ عن سُورٍ وإن جُمِعا
أَرسَينا حتى بـذاتِ الأرضِ جَذوتنـا
هـذا التـعاضُد عنـوانٌ لنـا وِضِـعا
حَيـثُ التـسامُحُ نهجٌ لا بـديــلَ لهُ
وزَارعُ الحُـبِ مشغـوفٌ بـمـا زَرَعا
عهـداً علـيَّ إذا ما مَـرَّ مـوكبـكم
أُبـدِ الـوِدادَ وأُثنـي بعـدهُ الـوَرَعا
اصفحْ فديتُـكَ خَلّي القـلبَ مُغْتَبـطاً
يبـقى بقربِـكَ طولَ العـمرِ مُنـزَرعا
قدكنتَ عَوني على الأَيـامِ إن صَلُفتْ
والآن تَسلـو لِما كـانَ الفـؤادُ رَعَـى
بالإنتـظارِ و بالـذِكرى أعيـش ُوكـمْ
أضنيـتَ قلبي فما أَغفـى ولا هَجَعـا
قلــبٌ تَبـعثَـرَ والأمهـاج ُ قد فُـطرتْ
وا حَرَّ شوقي بما استمرى وما اجتَرَعا
إني على العهـدِ رغمَ الجـورِ يا أملي
باقٍ لنــَدَْحضَ ما كـانَ العَـذُولُ نـعا
حُبـي وحُبُــكَ رمـز ٌ للفـداءِ ولَـمْ
أخشى التَـقَهقُرَ إذ ما كوننـا اقتـرعا
أبـوابُ قلبـي غَـدتْ للآتِ مشرعةً فاغـدِقْ فديتـك َ عرفانـاً لما شُـرِعا
في مَـوكِبِ العِشْـقِ تَبـدو كلُّ بارقة
شَمسُ الأصيلِ ويَبدو الكونُ قَدْ نَصَعا
ماطـارَ طيـرُ إلى العليـاءِ مُرتَـفِعـاً
لــولا الغَـرامُ ولا رأ سٌ له رُفِـعـا
فانـصِفْ خليـلكَ واذكُرْ عَهدَ مُقتـربٍ
مـن مُقـلتيـكَ وفي الآلاءِ قَدْ وَقَعـا
ــشاهينــ
تعليقات
إرسال تعليق