في ليلة شتاء حارة والرجل الأشعث :أستاذة نسرين المدهون
في ذاك النهار الحالك في ليلة شتاء حارة حيث كنت في طريق العودة وأنا ذاهبة إلى المسرح قابلت رجلا أشعث أغبر جالسا متكئا على عصاه النخرة ذات الرأس المدبب وفي يساره حفنة أوراق مبعثرة على الأرض وظنا مني أنه لا يعي ما يفعل سألته بشيء من الجهل لم تقف جالسا تخربش بعصاك النخرة على تراب جعلته أوراقا ألا تعي ما تفعل؟!!
ضحك بصوت زئير جلل في الأرجاء وقال خذي مني بعض الكلمات
حق السيادة
أونملك على ذاتنا حق السيادة؟؟!!
يا أصحاب المكاسب والريادة والقيادة
أنملك على ذاتنا حق السيادة
أم أن الكلام أصبح مجرد عادة؟؟!!
محراب قداسة أم محراب رياسة وساسة.
كلنا يجيد الكلام ولا نجيد فن الاستماع.
لا نقوى على الصمت
قالوا في الأثر: محرم عليكم الاختلاف فهو باب من أبواب الفجور، عليكم بتوارث الأجيال عليكم باتقان فن القطيع .
يا أيها السيدات والسادة ويا أصحاب السعادة وكلكم أصحاب قامات وريادة يا من تعشقون فن التكرار والإعادة ، فقديما قالوا: في الإعادة إفادة وها نحن نعيد أمجاد الانقياد وقد جعلنا العادة عبادة .
أنا اتكئ على أحلامي التي نعتيها بالنخرة وغيري وضع أحلامه تحت الوسادة وسلمت ثقافتها للإبادة.
انا يا هذه لست ساذجا في مجتمع أصبح يمجد السذاجة والبلادة شعاري الاختلاف والتفرد في كهف لا يفهم معنى الاختلاف والتفرد وينعتني بالمتمرد وأنا أعشق التمرد
هم يجهضون الأحلام قبل الولادة وأنا أزرع الأحلام في الأرحام العقيمة العاقر وإن بلغت من الكبر عتيا .
ساد الصمت قلبي وأيقنت أني الجاهلة وأني توارثت فن التنازل عن حق السيادة .
ثم ختم قائلا خلقنا للتعارف فتعلموا فن الاختلاف كهذه اللوحة.
تعليقات
إرسال تعليق