سأظل أحلم : الشاعرة هويدا مصطفى
" سأظلُّ أحلم "
وجعٌ عجيبٌ يستبيحُ كياني
دلفَ الفؤادَ بغفلةٍ وسقاني
منْ علقم الخيبات كأساً طافحاً
مُرَّ المذاقِ وما شكوتُ زماني
ما كنتُ أمنحُ للسنين نضارةً
بلْ كنتُ أرقبُ عتمةَ الأحزانِ
فحقيقةُ العيشِ اجتراعُ مرارةٍ
ما عتَّقتْها رغبةُ الظمآنِ
ماللنهارِ يئنُّ في ظلمائهِ
هلْ أرهقتْهُ الأرضُ بالدورانِ
أمْ أنَّ عيشَ المرءِ بدّدَ شمسَهُ
في ظلمةِ الأجداثِ والأكفانِ
سأظلُّ أبحثُ صامتاً عن صرختي
عن خائفٍ يشكو انتقامَ الجاني
عمّا تبقى من بقايا بهجةٍ
أو صفوةٍ تختالُ في وجداني
أو عنْ شبابٍ مترفٍ في شيبهِ
كبياض ثلجٍ حطَّ في الأبدانِ
سأظلُّ أحلمُ بالربيعِ وزهرهِ
طالَ الخريفُ بمهجتي ولساني
يا أيُّها الزمنُ العبوسُ بخافقي
حتَّامَ تنحرُ همسةَ الخفقانِ
حتَّامَ توغرُ في السواد ويشتكي
صبحُ الحقيقةِ فى مدى النسيانِ
ما زالَ دمعي سلسبيلَ مواجعٍ
ملءَ المحاجرِ يعتري أشجاني
حالي غريبٌ و الرجاءُ بطلّتي
أنْ تمنحَ البسماتِ باطمئنانِ
أنْ أطويَ اليأسَ المجلجلَ بالنوى
و تضوع فرحةَ خافقٍ ولهانِ
حتّى إذا ضاعتْ عناوينُ الهوى
سيظلُّ يشرقُ في الهوى عنواني
" البحر الكامل"
هويدا مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق