لو قالت السدرة : الشاعرة فائزة القادري

لو قالت السّدرة

   عن ثغره؛  للشّعر تُسرج فكرة
   فيضيءُ مضمونٌ وتنطق جمره

   وينَصِّصُ المرمى هِلالا غَيْرةٍ
   خوفَ اختلاسٍ إن تمادت نظرَه

   عن ثغره؛  كلُّ الكؤوس شهيّةٌ
   كلُّ القوافي في رؤاها خمره

  ما الحبُّ إلا  ذنبها ودنانها
  نفسٌ تمنّت في ارتشافٍ سكره

  إلا الرِّياض بشوقها وبشوكها
  بالأحجيات الخضر غطَّت حفره

  إلا الضّحايا قيد موتٍ محكمٍ
  إلا رقيقٌ في ثيابٍ حرّه     

  إلا سخاءٌ ناحرٌ لخيوله
  وهو المدان لنهلةٍ أو كِسره

  إلا ظنونٌ بين خلَّان إذا
  حطَّ الخراب رحاله في البَصره 

  إلا قلوبٌ  بالغوايةِ خُضِّبت
   بالنَّصر تغري المتعبين، بثوره

  ما الحبُّ إلا غيمةٌ صيِّفيّة
  لمَّت أكاذيب الهوى في صرَّه

   إلا أغانٍ أوجعت وشجونها
    موج يفتّتُ كبرياء الصَّخره

   إلا دمشق العشق،  تحضر  كلَّما
   هطلَ التجلّي في صفيِّ الحضره

   وأنا القصيَّة؛ في الشّمال مدامعي
   عيني على بردى، كأنِّي حسره
  
   وأنا العليّةُ قيل أني نجمُه
   صدر المساء؛  يلفّني بمجره

   ودمي العقيق أصوغه، كم صغته
   لخواتمٍ من معجزات النُّدره

   أهوى الصباح وفي بياض قميصه
   أهوي اشتياقاً، عمرُ قلبي سهره

   عن هجره؛ وعن الغياب وسربه
   كم ذا يعود المنتهى للسِّدرة

   أمري إلى تمُّوز، ...يأتي غيلةً
   فرحي طريدتُه وعمري مهره

فائزة القادري
سوريَّة .