خذيني إليك : الشاعرهاني زريفة
خُذيني إليكِ!
شعر: هاني زريفة
دعيني ألملمُ أشلاءَ روحي
وأدفنُ في الفجرِ
عَصْفَ الخريفْ
وأمضي إليكِ
نقيَّاً... نقيَّاً...
سراجَ نبيْ
وحلماً يداعبُ جفنَ صبيْ
وفوحَ الربىٰ
في نسيمٍ لطيفْ
فقد مزَّقَ الرُّوحَ
ألفُ شتاءٍ
واحرقَ أوراقها ألفُ صيفْ
***
دعيني أعبّئُ دمعَ الورودِ
أطاردُ في الّليلِ بدراً شهيّاً
وأسلخُ عنْ وجنتيهِ الرَّغيفْ
عِجافاً
تمرُّ الغيومُ ببيداءِ حلمي
يقهقهُ رعدُها ماردَ ليلٍ
فأفغرُ فاهي
كمنقادِ فرخِ حمامٍ يتيمٍ
وما زالَ غيثي
بعيداً... بعيداً...
وما زلتُ ارقبُ فوقَ الرَّصيفْ
***
خُذيني إليكِ
مليحةَ وجهِ الأماني العِتاقْ
تعبتُ منَ الموتِ
في قافياتي
وكابدتُ دهراً
لظىً لا يُطاقْ
وسامرتُ حتَّىٰ
عواءَ الذِّئابِ
ونَوْحَ الشَّجرْ
وحتَّىٰ إذا ما استفاقَ السَّحرْ
أطاردُ نحوكِ كلَّ الدُّروبِ
امشِّطُ أدغالَ وهمٍ فسيحٍ
وامسحُ أحداقَ ليلٍ كَفيفْ
***
خُذيني إليكِ
ومُدّيني غيماً هَطولاً
ومُرِّي بكفيكِ فوقَ السَّحابْ
فقدْ يُمطرُ الغيمُ
خُبزاً ولَوزاً
وينهلُ منْ راحتيكِ اليبابْ
خُذيني فقدْ هَدَّ صدري الفُراقْ
وآويني
حتَّىٰ تصيرَ الأماني
حُقولاً ودوحاً
وحتَّىٰ يملَّ العِناقُ العناقْ
تعليقات
إرسال تعليق