PNGHunt-com-2

مرايا الروح : الشاعرة مي عساف

"مرايا الروح"

على حافة الوجع
بينما أضمّدُ
جرحاً عميقاً
في جبينِ الكبرياء..
وأبلسمُ آخراً
في ذاكرةِ الوتين
أردتُ أن أهمسَ لمرآتي
بقيةَ أسرارٍ
وخيبات ..
وبعضَ بوحٍ
سُجِن فيه الأنين
 
لا أدري كيف صار الصمتُ بقايا إلهٍ مجروحٍ هاربٍ من ذاكرة الأيام؟

أيتها المرآةُ الشفافة
حدَّ الوجع..
أما من طريقٍ
نعودُ به إلى
عهد البراءة.. والطفولة..
آمنين ؟

أما لنا عندكِ بعضَ كرامات؟
بعضَ حنين؟

أليس لتاريخنا المشترك وذاكرةٍ تقاسمنا معاً
رغيفَ حكاياها ..
بريقَ أفراحها..
دمعَ أحزانها..
أما لها عندكِ
زُلفى..
وحسن مآب؟
أما  لهمس الكناري
في القلوب
صوتَ عتاب؟

أيتها المرآة..
رفقاً بي..
فهاربة أنا من وجع اليقين!
مكتوفةُ الأنفاس
مصلوبةُ النبض
مخنوقةُ الأنين

أشهدُ ظلماً بداخلي
جفافَ
نبعِ الحبِّ
يباسَ
نهر الحنين ..

أيتها المرآةُ..
دثريني .. 
لملمي انكساراتي
اكتمي أسراري
عانقي حزني
وكفكفي حنظلَ
الدمعِ المرير..
لملميني..
فكلُّ فضاءات الكون
لاتتسعُ لجناحي
فراشةِ أحزاني 
وكلُّ الكلمات
لا تكفي
لرثاء يمامةٍ عانقت
دهشةَ
الخيبات
وحدها في بئر
الصمتِ المرير..

أيتها المرآة
كنتِ شاهداً حنوناً على
ضحكات الفرح
فكيف هان عليكِ
أن تكوني شاهداً صامتاً على
دموع البجع..
على نوح النايات
على
حزني الأنيق ؟

آهٍ يا عبقَ الزمن
الغافي على
كتف نيسان !
قل لي:
متى بالضبط
صار للنسرين
شقائقٌ تذبلُ
في عنقِ المرايا
كلّما
هتف الحنين؟

ترسمُ قلقَ الحياة
على ثغر الحكايا
كلّما
صرخ الأنين ؟

تهدهدُ في عمق
الذاكرة البعيدة
ملامحَ الفرح
في الزمن الضنين

تتمسّكُ
رغم البردِ
رغم الخوف
رغم الوجع
بآخر علبةِ كبريت
وآخر عودِ ثقاب
لتتحدّى حتى
تآمر المطر
وغدر العواصف ..

أيتها النسرينا
المحمّلة بأوجاع
الانتظارات
والحنين
أخبري الغياب
أنَّ عبقَ الطفولة و
أسرابَ الذكريات
ترفرفُ
حولنا ما تزال ..

أخبريه..
أنَّ النسيانَ
وإن كان رغبة
فهو محضُ وهمٍ
يتلاشى
أمام وشمٍ
نقشتهُ الأيّامُ
على
جدارِ الذاكرة
على باب الوتين..

MAi Assaf

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي