PNGHunt-com-2

على هامش أحزان الطف : بقلم الشاعرة مي عساف

"على هامش أحزان الطفّ"

- تحت عرائشِ أمنياتِ القادم
من الأيّام ..
قدّيسةٌ هي روحي..
مازالت منذ ألف موتٍ ونيّف تُصلّي بين أصابع المطر..
تصمتُ في حضرةِ الإنتظار
تغفو تحت ظلال الصمت
ودهشةِالسؤال ..!

- مازالت أحلام البجع
تحملُ معها مواويل الصبر..
تناجي ربابةَ حزنٍ شهدت جراحَ "الطفَّ"
تنزفُ دماً ودموع.. تدخّنُ ..
"خياماً وبشراً"
تحوّلت نيرانها إلى رمادٍ عانقَ أرواحنا فأنجبَ ألفَ حزن وسبعين ياقوتة ..

وما زالت جراحاتنا هاربة من هنااك
من أحزان رقية
وطفولتها المعلّقة
على جدران الزمن ترفضُ أن تكبر حتى يعودَ
حامي حماها
من رحلة الموت..

هاربة كلُّ مواجعنا من
دموع زينب الحوراء ..
من عذريّة صمتها
من جلمود صبرها!!
- وعلى سبيل الندم..
مازال الفرات يلطمُ بكفوف أمواجه على ضفافٍ شهدت اغتيال آخر النجوم وقتل آخر الصدّيقين وحرق آخر تجمّعٍ
لأبناء الطهر وسلالة الحبِّ المضيء..

- آهٍ ..آه ..
يا ظمأ "الطفِّ"
على ضفاف الفرات !
من ذا يجعلني سوراً وسياجاً يحميكم من غدر يزيد ..؟
من يجعلني نبعاً سلسبيلاً يُخزي ظمأً بُيّتَ له في ليلة غدر؟
من يجعلني قرباناً لأصغر طفلٍ شهدت براءته بشاعةَ الظلم المقيت..؟
إلهي !! هل يكفرُ قلبي البريء إن ناشدكَ أن تجعله قرباناً لسبعين موتاً ونيّف من عِطاش الحسين؟
هل يؤذيك ربي
أن أكون شربةَ ماءٍ في قِربةٍ عتيقة تمحو ذلَّ الظمأ عن آل الطهر الكرام
ورغماً عن كيد المعتدين ؟

- عفواً إلهي وألف عذر..فمهما غرقت ذاكرتنا في بحيرة النسيان سنبقى  مولاي من سلالة الماء والطين
لن يمحوَ أحزانَنا
موجُ الغياب
ولن يطويها
غبارُ الرحيل....
وهذي الأوجاع مهما كابرنا عليها..
لن تكون يوماً
في ذمة الريح..
برعاية النسيان..
أو ..مجرد ذكرى
في عداد الميتين!!

Mai Assaf

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي