قراءة الناقد هشام صيام لنص (عند الغروب) للشاعرد. خالد الجلاصي
الحلقة الثانية من برنامج ( حوارية في نص )
.............................................................
#تحليل_وتأويل_في_فضاءات_السطور
مع الناقد #هشام صيام
على #مجلة_اكاليل_للابداع_الادبي
لشهر فيفيري 2022
ننتظر تفاعلكم .....
رحلة متجددة وطيف الحرف في محاولة سابرة عبر عروج مسبار التحليل والتأويل في فضاءات السطور ونحن ننتظر ما سيتمخض عنه منشور تلك الدواة من تحليل يفرز أطياف الحبر عقب هدهدة خالية من استنطاق مخثراته التي استودعها ناسجها في مساكنها من السطور ،
فإلى هناك ولقاء كل خمسة عشرة وريقة من شهر من فصول الحياة في
دوح مجلة أكاليل الإبداع والأدب
تحت رعاية الأديبة الوارفة
داليندا الظريف
والأديب المبدع احمد المحمدي .
...................
القصيدة للشاعر
د.خالد الجلاصي
..........
"عِــنَـدَ الـغُــرُوبِ ..."
زَارَ هَـمْـسِـي فِـي المَـدَى عِـنْـدَ الغُـرُوبِ
مَـنْ دَعَـــتْ طَـيْـفًـا تَـجَــلَّــى بِالــدُّرُوبِ
سَـاقِـيًـا قَــلْــبَ الـفَـتَــى مَـا وَدَّ عُــودِي
فِــي حَـنِــيـنِ الـوَعْـدِ تَـرْقَـى بِالـطَّـرُوبِ
ذِكْــرَيَـــاتُ الـبَـحْـرِ بَـــانَــتْ بِـالــمَـرَايَــا
مَــاحَـنَــتْ فِــي الـعَـيْـنِ أَلْوَانَ الخُطُوبِ
إِذْ لَـحَـتْ بُـعْـدَ الأَمَــانِـــي فِــي خُـطَـانَا
وَ آرْتَــأَتْ عَــزْفًــا دَلَّ سَـيْـرِي بِالنُّـشُـوبِ
طَــالَ جِـذْعًــا إِذْ نَــمَــا بِالطِّــيـبِ رِسْــلًا
فَاحْـتَـفَـى مَـوْعُـودُ رَاحِــي عِـنْدَ بَــابِـــي
لَاقِـــيًــــا رُوحَ الـغُــصْـــنِ خِــلًّا لِـلْــوُرُودِ
فِـــي رِيَـــــاحِ الــوِدِّ وَلَّـــى بِــالــكُــــرُوبِ
يَــا عَــزِيــزَ القَــوْمِ بَــارِكْ قُـــرْبَ عَــانِــي
فِــي صِـعَـابِ الـنَّـجْـمِ زَرْعًــا بِالـخُـضُـوبِ
إِذْ شَـــفَـــــانَــــا شَـــمْــعُ لَاقٍ بِـالــدِّيَـــــارِ
حُــيْثُ نُــورُ الـــشَّــمْـسِ حَـانِي لِلْـقُـنُــوبِ
فَـآصْــطَـــفَــــى ظِـــلَّ دَانِـــي كَـالـغَـــزَالِ
وَ آرْتَـــمَـــتْ سَـــرَّاءُ عَـيْــنٍ كَـالـلَّــعُــــوبِ
فِـي نِـــدَاهَا قَــــوْلُ مَـــانِــي بِالــرَّحِــيــلِ
وَ الـمُــنَــى جَـمْــعُ الـمَــرَامِــي بِالهُــبُــوبِ
كَــلَّـــمَــتْـــنِــــي دُونَ حَـــــرْفٍ بِالأَيَـــادِي
رَافَــــقَـــــتْ ظِــلَّــــيْــنِ صَــارَا كَـالرَّبَــابِ
فَـاحْـتَــرَقْــنَــــا بِالـنَّـوَايَــا وَ الـحَــقَــائِــبْ
دَلَّـــهَــــــا مَــا كَــانَ سَــــــارٍ بِـالـضُّــــرُوبِ
أَيُّ شَـــمْــسٍ لَوْ كَــفَـــاهَـــا لُــطْـفُ رَبِّــــي
لَلْـتَـــقَـــــتْ بَـــدْرًا نَـــوَانَــــــا وَتْــرَ قَـــابِ
فِــي مَـسَـارِ السَّــهْمِ يَهْــدِى سِـحْرَ وَجْـدِي
أَلْــفَ نَــجْــمٍ فِـي الـعُـلَا يُـمْــنِــي رُجُـوبِـي
فِـي جَــمِـيـلِ الـثَّـغْـرِ قَـــوْلًا "ضَـيُّ عَـيْنِـي
أَنْــــتَ بِـالآذَانِ هَــــــمْـــــسٌ لِلْـــعَــــــذُوبِ
فَـاحْــتَــمَـــيْــــنَــا بِـشِــرَاعِ الحُـــبِّ رَكْـبًـــا
عِــنْــدَ قُــرْبِ القَـصْدِ مَـــوْثُــوقَ الـقُــلُــوبِ"
د. خالد الجلاصي
21:55
27/01/2022
............
الرؤية التحليلية
للأستاذ والمحلل
هشام صيام
.......................
عند الغروب
عنوان يحمل دلالات واضحة الثبوت بزمكانية الحدث ويضع لوحة لونية خاصة تضمخ خلفية لوحة الحبر وتسقط بتأثيرها على ما تركه من ظلال تناغي الأثر في نفس المتلقي ،
" زَارَ "
غرسة في ساق الحروف التي تبدأ أول خطواتها نحو عتبة النص تحمل تأكيد الحدوث بحلولية فعل في الزمن الماضي لولوج الهمس حياض الحبيبة في ذاك الوقت المعلوم مع تجسيد كامل لمعنوي ـ همس ـ في دثار المؤنسن مع منحه هبة التفكير واتخاذ القرار عبر وقوف ناسج الحروف في مكان الراوي للحدث غير المعني في تشكيل عروجه ،
" في المدى "
لمحة غاية في البراعة تتيح رؤية مغايرة لهذه الزيارة ويكأنها مجرد توارد لخاطر أو منادمة من البعيد كما تناجي العين العين ،
يسمح بهذا التعليل حضور تعبير في منتصف الأبيات الشطر الأول من البيت الحادي عشر ( كلمتني دون حرف بالأيادي ) مع تعبير في الشطر الثاني للبيت ( رافقت ظلين صارا كالرباب ) هنا نحن أمام تأكيد هذا الهمس بلحظ العيون فلغة الإشارة ـ بالأيادي ـ تُتيح مقارعة اللحظ للحظ دون أن يدري ـ الظلين ـ من معها ، مع لمحة ذكية تنم عن دهاء الحبيبة وأريحية ذهن الحبيب فوجدها في المنتصف خلق حولها تخفي وتستر حيث لا يرى إشاراتها أحد ـ الرباب ـ فهي كشمس في جوف غمام تبدو شعيعاتها ولا يعرف أين هي ، فيرى الأثر هو ولا يدري من حولها من أمرها ،
" من دعت "
صورة تم وشمها بعناية حيث أنها تحمل دلالات ظاهرية تشي بكيان المسبب ـ الداعي ـ وتواري خلف المرايا هذا المريض بالاثر ـ الصب ـ فواقع الأمر أنها لم تدعو الطيف ولكنها سيطرت بهوها على وجدان هذا العاشق فهام يطلب طيفها فأصبحت هي حادية الوله وهو صاحب الخيال ـ الطيف ـ الذي تتجسد فيه ، عبر تجسيد بديع لظاهرة الطيف لتصبح كيان واضح المعالم يستقدم فيلبي النداء مع حلول واضح لاستمرارية هذا الحضور مع تعبير " تجلى بالدروب " والذي وصل للمتلقي في صفة الجمع التي تشي بكثرة مثوله ،
ويسير النص ليصل لحضور يحمل إيحاء تأويلي بديع ،
بد" بدر .. وتر .... قاب .... وبينهم نوانا "
لنتوقف هنا أمام حضور غير معتاد في الشعر المقفى من حيث تركيب الصورة في تكثيف يحمل إيحاء تأويلي ،
عبر تفاعله مع تأثير الشطر الأول من البيت الثالث عشر( أي شمس لو كفاها لطف ربي ) والتلويح بالشمس في في حضورية تناص مستتر وظاهرة فلكية تتشارك بها الشمس والقمر والأرض في تركيب فلكي تصويري بديع مع استحضار ظاهرة توسط الأرض ما بين القمر والشمس إبّان دوران القمر حولها ليتحول البدر في تناقص إلى احدب متناقض ثم تربيع ثاني ثم هلال ـ وهذا ما نريده ـ ثم محاق ليتلاشى حضوره ،
وهذا جميعه يعتمد على مدى سطوع الشمس على القمر أثناء دورانه حول الأرض ،
هنا تم تطويع ظاهرة الهلال مع خلق صورة حملها الوتر يرافقه لفظ " قَاب " الذي يحملنا نحو القوس مشدود الوتر في استعداد لرمي النبل ، فلفظ قاب يعني المسافة على جانبي مقبض اليد من القوس هنا تم الإسقاط من تلك الصورة المتنصة في إستتار على ما رمته به من هوى فهمس لحظها مع إشارة يديها كما الرمية النجلاء التي تصيب قلب يعاني الوله ، فتهاوي شعوره بالانطواء والعودة في استحياء دون لقاء رغم ما يحيطه من عواذل تكيد له في استحضار لمثل دارج ( عش رجبا ترى عجبا ) وهو يطلق للوعيد بعد حين ، ليأتي مع المعنى المتحمي للفظ " رجوبي " والذي يعني الفزع والحياء ليستكمل المعنى بوجود من يمني نفسه الأماني بعد اتمام لقاء الصب وحبيبته في حضورية تعبير " الف نجم " كديليل على الكثرة في تشكيل بديع حمل الصورة في ماهية لقطة من ظاهرة فلكية جمعت الشمس والقمر والنجوم ـ الحبيبة والحبيب وعواذل ـ في حضور مشهدي رائع قليلا ما نراه بهذا التكثيف التأملي الذي يحيطه الدفق الوجداني في النصوص العروضية بتلك الكيفية ،
النص وارف النوتات الموسيقية عذب العُرب والنوازير شديد التنامي التصويري مترع في أبجديته يحيطنا بمشهد افتتاحي تتبعه مشاهد متتالية لا تغادر زمكانية الدفقة الشاعرية وكأنها لقطات برقية تومض في تقطيع سينمائي يقف خلفها مخرج حاذق .
مودتي والضوع .
هشام صيام ..
تعليقات
إرسال تعليق