PNGHunt-com-2

سفينة النجاة : بقلم الشاعرة شروق لطيف

At the Eastbourne 's Harbour ⛵⚓🚤🛳⛴
كتبت هذه القصيدة  فى هذا المكان الرائع للذكرى ...

سفينة النجاة

اعتليتُ سفينةَ حياتى ذاتَ يوم ٍ
آملة ً  و هممتُ   فيها   بالإبحار ِ

وكانت حينئذٍ  الشمس ُ   مشرقة ٌ
تحوم ُ  من حولها  كافة ُ الأطيار ِ

والنسيم ُ العليلُ برفقٍ  يُهدهدُها
والجوُ كان  مبشراً   بالإستقرار ِ

ترتفع ُ  تارة ً  و  تنخفضُ  أخرى
تتهادى   عجبا ً  كسيدة ِ  البحار ِ

وظلت  تجوبُ  المدنَ  و  تمخُر
العُباب َ بكل  عز ٍ و جليلِ فخار ِ

إلى أن تغير الجوُ   فجأة ً  ولاح َ
فى الأفقِ و تبدى عدم ُ الإستقرار ِ

وإذ السماءُ تلبدت بكثيفِ الغيوم ِ
وانهمرت من كواها  غزيرُ  الأمطار ِ

وانحرفت من  يدى  دفةَ  القيادة
والأمواجُ تعالت فى يمنةٍ و  يسارِ

فتسارعت دقاتُ قلبى إذ قد فزع
هلعا ً  والعقلُ فى شديدِ الإستنكارِ

وبدأت  المياه ُ  تتسربُ   ببطء ٍ
داخلها و بدأ  الشعورُ   بالإنهيار ِ

فهممت بالرجوع ِ أدراجى ثانية ً
لكن قد تأخر حينها  وقتُ  القرار ِ

لابد  المواصلة فى هذا  الإعتكارِ
فما من وسيلةٍ للهروبِ من ذا الإعصار ِ

فحزنتُ  عميقاً  لكن   لا   سبيلا ً
إلا المواصلة ومحاولة الإستمرار ِ

وإذ فجأةً  تذكرت ُشيئاً بثَ الأملَ
فىّ و رفع َ بداخلى روحَ الإصرار ِ

تذكرتُ  بأن   مَن  تحبهُ   نفسي
نائماً في  سفينتى  بكلِ  استقرار ِ

فهرولت ُ  فوراً   أناديه   معاتبة ً
قم  سيدى إنا نغرقُ ولا سبيلا لفرار ِ

لم تتركنى   وتتغافل  ُ عنى   نائماً
و أنا فى الإبحارِ لستُ إلا من الصغار ِ

هيا  سيدى استفق سريعاً فالماءُ
تغلغل وها قد تخطى كلَ الأسوار ِ

فقام  بهيبته ِ   زاجراً   الموج َ
وأشار َبيده ِإليه ِ بقوةٍ و انتهارِ

فقال للريح ابكم وللموجِ  اخرس
فأطاعا ورجعا فورا ً فى  إنحسارِ

وفى   الحالِ   تبدلت   الأحوال ُ
وعاد  الهدوءُ  وانبلجَ  نور ُ النهار ِ

فها سيدُ الخليقةِ كلها أرعد فأذعنت
خاضعة ً لصاحب ِ العظمة ِ والإقتدارِ

فكيف  لإيمانى  كاد َ  أن  يتزعزع
أو  يوشك  لحظة ً  على  الإنهيار ِ ؟!!

حقا ً طوبى  لمن  آمن  و لم   يرى
فليس الإيمانَ ما يكونُ بقوة ِالإبهار ِ

سامحنى  سيدى   على  ضعف
بشريتى  وخوفى  من  الأخطار ِ

فالقلبُ من  الهلعِ   يخارُ  قسراً
ويشعرُ  فى لُجةِ البحرِ  بالدوار ِ

لكنك مادمتَ   فى  سفينتى فها
قد نجت متحررةً من كلِ الأغمار ِ

بل و عادت آمنة ً لسليم ِ المسار ِ
وعاد  من حولها صوتُ ترنمِ الهَزار ِ

فعادت   تزهو    ثانية  ً  رافعة
لواء َالثقة ِومعلنةً لكاملِ الإنتصار ِ

أما أنا سأظلُ أعزف ُ لربى إمتناناً
على قيثارتى ذات  السبعة ِ الأوتار ِ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي