PNGHunt-com-2

سماء العاشقين :بقلم الشاعر عقيل حاتم الساعدي

سماءُ العاشقين

مثلَ السَّكارَى إذا مشروبَهم خَلَطوا
فالعقلُ يَنتابُهُ مِن عشقِهِ شَطَطُ

عاشوا بجنَّاتِهِ دهرًا وهل نضِجوا؟
وبعدَما غرَفوا مِن فيضِهِ هبَطوا

فصارَ بعضُهمُ للَّحنِ أغنِيَةً
رغمَ الأنينِ وطولِ البُعدِ ما قنِطوا

الدَّمعُ مِن عينِهم كم سحَّ مُنذَرِفًا
كأنَّهم في غرامٍ مُتلِفٍ سقَطوا!

سبحانَهُ يُوقِدُ النِّيرانَ تَزكِيَةً
كأنَّما لوعةُ الآلامِ تُشتَرَطُ

والصَّبُّ يَسعَى حثيثًا نحوَ مَصرَعِهِ
كأنَّهُ في فضاءِ الرُّوحِ يَنبَسِطُ

يُرَتِّلُ الشِّعرَ نبضًا بينَ أضلُعِهِ
فأيُّ بيتٍ بلا ذِكرِ الهوى لَغَطُ

أَخفَى عن النَّاسِ سرًّا خلفَ أحرُفِهِ
وطاوَعتهُ ولم تَظهَرْ لهم نُقَطُ

يُفضِي إلى النَّجمِ أشواقًا تؤَرِّقُهُ
لسانُهُ بحبيبِ الرُّوحِ مُرتَبِطُ

الوجهُ مثلَ بهاءِ البدرِ في ألقٍ
واللَّيلُ مِن حولِهِ كالشَّعرِ يُمتَشَطُ

ويَلضُمُ النَّجمَ درًّا فِي قلائدِها
لكنَّهُ في عناقِ الشَّوقِ يَنفَرِطُ

يَفدِي الحبيبةَ لم يَحذَرْ مَنِيَّتَهُ
ودونَ وعيٍ بجيشِ العشقِ يَنخَرِطُ

ولم يَهَبْ مِن رَصاصاتٍ تُطارِدُهُ
كأنَّما رُسِمَت في ذهنِهِ الخُطَطُ

يُطارِدُ القدَرَ المكتوبَ أمنِيَةً
يَكادُ فِي جريِهِ الأنفاسَ يَلتَقِطُ

مُحَلَّقًا كعُقابٍ في السَّماءِ ولا
يَنتابُهُ أبدًا خوفٌ ولا سَخَطُ

والنَّاسُ في حَيرةٍ مِن أمرِ صبوتِهِ
أسَكرَةُ الوَجدِ أم قد صابَهُ العبَطُ؟!

قالوا: عليلٌ وداءُ العشقِ قاتِلُهُ
لكنَّ مَن شرِبوا كأسَ الهوى غُبِطوا

إنَّ التَّطَرُّفَ في المحبوبِ أجنحةٌ
لا يَلمِسُ العشقَ مَن تفكيرُهُ الوَسَطُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي