قطار الردى : بقلم القس المحترم جوزيف إيليا
قطار الرّدى
---
في السّادس من شهر شباط ٢٠٢٢ حمل المفكّر المصريّ سيّد القمني حقائب سَفره الأبديّ مودّعًا إيّانا بعد نضالٍ طويلٍ شرسٍ خاضه قلمه الفارس ضدّ جميع أشكال التّصحّر الفكريّ والنّفسيّ والأخلاقيّ
لقد رحل في الوقت الّذي فيه ما زالت بلادنا في أمسّ الحاجة إليه وإلى أمثاله من النّابهين الواعين اليقظين لإعادة إعمار ما خرّبه أعداء العقل والحياة فيها
فشكرًا لحرب فكرك الّتي ستثبت الأيّام أنّها لم تكن فارغةً ولا عبثيّةً ولا بدّ من أن تُجنى ثمارها لاحقًا
---
وقِفْ يا قطارَ الرّدى وانكفِئْ
هديرُكَ يُدمي الحشا فانطفِئْ
أكلَّ صباحٍ تدوسُ الّذي
على قولِ ما يُرتجى يجترِئْ
وتخنُقُنا بالغبارِ وما
نجا أحدٌ قد جرى يختبئْ
ألستَ تمَلُّ ألا تتعبُ
ألستَ تشيخُ ألا تهترِئْ؟
تعبْنا وأنتَ تلاحقُنا
ومِنْ سمِّ ما جئتَنا نمتلِئْ
وها اليومَ دستَ لنا سيّدًا
وكنّا إلى قصرِهِ نلتجئْ
لهُ المجدُ والنّورُ والفوزُ مَنْ
على صدرِ رؤيتِهِ نتّكِئْ
ولن يختفيْ ظلُّهُ مَنْ أتى
بما فيهِ نهضتُنا تبتدِئْ
----
القس جوزيف إيليّا
٨ - ٢ - ٢٠٢٢
تعليقات
إرسال تعليق