هذا المساء : بقلم الشاعرة حليمة المرابط
هذا المساء
تعال هذا المساء
في جيب قميصك كثير من السجائر
لاتنس باقة زهور مشكلة من الاوركيديا والبنفسج
لا اريد أن اظل وحدي
اسمع العاصفة بدون مطر وحدي
ارقص على موسيقى الريماوي وحدي
تعال ارجوك
أغلق النوافذ وودع السنونوات في القفص
لا تكن ثقيلا كلحاف الصوف البري
ارتد سروال جينز أمريكي
وقميصا على الموضة
تعال مهما اشتد البرد
تجر حقيبتك الكبيرة
على حافة سكة الميترو القديمة
حقيبة مملوءة بالكتب والجرائد وعلب السجائر
القمراء ليست بعيدة
عمال محطة الميترو صاروا يعرفوننا
وبائعو أوراق اليناصيب
وتجار العملة
جر حقيبتك الكبيرة خلفك
كأنها ابننا المشاغب
تعال قبل أن يداهمني النعاس
ويضيع مكياجي وتصفيفة شعري المثيرة
لقد اشتد البرد
واسرعت خطوات الليل
لن استطيع أن أراك من الشرفة
ولن تستطيع أيضا
لن تستطيع رؤية شعري يتطاير مع حبات الهواء
الليل يحجب كل شيء
لن تستطيع أشياء كثيرة
لكن الحب يستطيع كل شيء
لباس نومك مازال هنا
منذ ايلول الماضي
مازال ارجوانيا كورود الأصيص الفواحة الداكنة
معطرا بشانيل
أريدك أن تلبسه هذا الليلة
ليزهر الشتاء
أن نشرب نخب السعادة معا
نسمع العاصفة تسطو على صوت فيروز معا
احجز تذكرة عبر الهاتف
الميترو سريع
يقل العاشقين بثمن زهيد
لأن الشركة من الزمن الجميل
ميترو بلون ابيض
كتمثال تطاون الحمامة البيضاء
التي لا تهاجر أبدا
بضع ساعات وتكون هنا
ستمر كنور البرق
إن فكرت بي
وغفوت على المقعد
كطاووس مزهو
وحزين بكل هيبته
أنا بدوري سآخذ حبة اسبرين وأغفو
حتى يوقظني صوت فيروز
من رنات هاتفي.
.....بقلم حليمةالمرابط
تعليقات
إرسال تعليق