إلى غزة :الشاعر محمد زينو شومان
إلى غزّة
مات الكلام.. فليت غزّةَ تعلمُ
أنْ ليس من هادٍ لها إلا الدمُ
قد جاءها الطوفان.. هذا وحدَهُ
يدري بما تخفي الضلوع وتكتمُ
لا تأملي غير الشهادة منقذاََ
إنّ الشهيدَ دماؤه تتكلمُ
السلم؟.. كم متبجح غالى بهِ!
ماذا جنى من سلمه المستسلمُ؟!
لبّيكِ غزّةُ.. إنْ عرتني عجمةٌ
فالشعر عن ألم الحجار يترجمُ
شجني الذي عن ناظريّ حبستهُ
كالطير في قفصٍ إلام سيلجمُ؟
ماذا أقول له إذا ما لامني
يوماََ.. أمن شجني غداََ أتظلّمُ؟
هل تدرك الأشجار سرّ تلجلجي؟
ما لي أخاطبها كأني أبكمُ؟!
لبّيك غزّة إن سألت فها أنا
قد خانني حتى اليراعة والفمُ
أمشي ولكنْ مثل مخمور على
جسدي.. يغالبني الجوى فأجمجمُ
يوم انتفاضك لن يكون كغيرهِ
هل يستوي فجر وليل مظلمُ؟!
أم يستوي وجهان: وجه كالحٌ
جَهْمٌ وآخر في اللظى يتبسمُ!
يا يوم غزّة كم فضحت منافقاََ
فإذا بذي عارٍ عبوس مفحمُ!
الشمس كم هزئت به وبمثلهِ
ما كان يخشى الشمسَ إلا مجرمُ
بيديه يحجب ذله وكسوفهُ
تباََ له.. هو ماكر متوهمُ!
قابيل منه رداؤه متبرّئٌ
جهراََ.. أجاء رداءه يتشمّمُ؟!
لا تسألي بالله غزّة عن يدٍ
مسودّة منها تغار جهنمُ
لا تسألي عن إخوة ألقوك في
جبّ العروبة.. هم سكارى نوّمُ
لم يعلنوا بعد المكيدة توبةََ
لم يلطموا صدراََ أسىََ.. لم يندموا
لا ليس من أحدٍ هنا إلاك.. لا
تثقي بغير الجرح فهو الملهمُ
لبنان _ زفتا في 2023/10/12
محمد زينو شومان
تعليقات
إرسال تعليق