أضعتم الحق : الشاعر د. محفوظ فرج المدلل
أضعتمُ الحقَّ
يا للفجيعةِ لا دينٌ ولا نسبُ
يشدُّكمْ للضحايا أيُّها العَربُ
فهلْ فقدتُمْ ضميراً واستطابَ لكمْ
هذا الخنوعُ و ما هزَّتْكمُ النُّوَبُ
أليسَ غزَّةُ منكمْ أهلُها جُبِلوا
إنْ يطلبوا منكم الاسنادَ تكتئبوا
حتى الكلام مُنِعْتُمْ تنطقونَ به
مستنكرينَ لأمريكا بما شجَبوا
ماذا دهاكمْ أليستْ تلكَ أرضكُمُ
وفي اجتياحٍ لها تأتيكمُ الكُرَبُ
لن تأمنوهمْ إذا داسوا مضاربَنا
في غزَّةٍ وتمادَوا في الذي رغبوا
عليكمُ ستكونُ الحربُ دائرةً
يوماً ويندمُ من يرضى بما اغتصَبوا
متى الدفاعُ وهلْ ماتَتْ بكمْ هِممٌ
أصبحتمُ خدمَ العدوانِ إن غضبوا
أضعتمُ الحقَّ قبلَ اليومِ شأنكمُ
هو الخيانةُ فالأعداء ما ارتهبوا
حماكمُ صارَ نهباً للأجانبِ من
ركوعِكمْ لطغاةٍ فيكمُ لعبوا
لكن يدُ الله تبقى فوقَ أيديَكم
وفوقَ أيديَهم مِمّا قد ارتَكبوا
النصرُ منه إذا كانَ الشعوبُ لها
قولٌ وفعلٌ على حكامهِم غَضِبوا
ولقَّنوهمْ بأنَّ العربَ ما خَضَعوا
يوماً سوى اللهِ منهُ العونَ قد كسَبوا
ما استسلموا في جهادٍ منذ أنْ بعثَ الله
الرسولَ إلى الاسلامِ ما هربوا
إمّا الشهادةُ أو نصرٌ به رُفِعتْ
راياتُهم في ذرى الآفاقِ تنتصبُ
لم يعرفوا الذلَّ في يومٍ ولم يهِنوا
مستمسكينَ بحبلِ الله واحتسَبوا
ها أنتمُ يا ولاةَ الأمرِ في غُرفٍ
تستمتعونَ أأنتمْ كلكمُ خشبُ
خذلتمونا ولم ترْعَوْا لذاك ألمْ
تأخذْكمُ لومةٌ فالله يرتقبُ
تركتموا غزةً والنارُ تحرقُها
والنارُ يوماً سيأتيكمْ لها لهبُ
مدَّ الغزاةُ يداً طولى فمذ شعروا
فيكمْ رضوخاً تفانوا في الذي طلبوا
حكاّمُ مصرَ وسوريّا ومغرب أو
شبهِ الجزيرةِ والأردنِّ قد شُطِبوا
ولا العراق له سعيٌ بوَقفَتِهِ
سدّا لزحفٍ بصوتِ النارِ يصطَخبُ
أطفالُ غزة يُبكي الصخرَ مشهدُهُم
قصفٌ مريعٌ ومنه استعجبَ العجبُ
إبادةُ الجمعِ في هدمِ الديار على
رؤوس سكانها والكلُّ قد سُلِبوا
أهلُ القطاعِ امَّحوا لم يبقَ من أثرٍ
لهمْ عليهِ أمامَ العُربِ قد نُكِبوا
إنَّ الجرائمَ أمريكا تقومُ بها
عنها احتلالٌ إلى تدميرِنا اصطحبوا
أغثْ إلهيَ شعباً أعزلاً قُطعتْ
عنه المؤونةُ لم يبقَ لهُ عقبُ
يموتُ جوعاً وفي أنواع أوبئةٍ
بوابلٍ في صواريخِ العدى ضُرِبوا
صلى الإلهُ على الهادي البشير على
آلٍ وصحبٍ فهم للدينِ قد نُدِبوا
د. محفوظ فرج المدلل
تعليقات
إرسال تعليق