قراءة الناقد رزاق الغالبي وقصيدة /قومي دمشق/ للشاعرة ريم البياتي

استاذ
Razak Alghaliby
المحترم صاحب النظرية الذرائعية في النقد
شكرا بكل لغات الكون ايها الجليل الذي فاجأني بهذا الغيث النبيل.
مقامك جليل في النفس، وهذا زرعك أثمر، قلت لي يوم كنت أحتاج الى كلمة طيبة
"ريم ابنتي لقد ولدت شاعرة، اكتبي فليسوا أفضل منك"
انحني احتراما لمقامك الجليل استاذي الغالي.

_____________________

الجمع قفرٌ والغلال شحيحةٌ
              وعلى سحائبنا العطاش تصدّقي
__________________
في كل صبحٍ يبترون الكفَّ
والأقلام صارت مثل أقدامِ البغايا راقصات
_________________
هو رزق من الله اي يعطي دون حدود والارزاق بيديه يهب من يشاء.... ،لكن ان يعطي رزقا ممزوجا ومغلفا بثورة ....شي غير متوقع،الشعر عند الذرائعية قطع من احساس تحملها اللغة وتعبر عنها من دون ان تشترك فيها وكما في علم الكيمياء  هنالك خليط ومزيج وعامل مساعد قوي كيمياء اللغة توحّد هذه الاشياء فاللغة في الشعر الحقيقي(غير المنظوم) عامل مساعد يدخل في التفاعل ولا يمتزج بل يخرج دون تاثير ،فالقصيدة تولد في دواخل الانسان السايكولوجية وتفرض نفسها على الشاعر حتى توقظه من النوم حتى قيل للشاعر الحقيقي (ضع قلما وقرطاس تحت وسادتك)....وتبدا القصيدة تتدفق من جميع جوانبها دون ان تسألك، وهنا  تبرز مقدرة الشاعر العفوية في تحميل القضايا في ابياته الشعرية  بالتعاون مع شيطان الشعر, وشيطان الشعر هذا الذي سماه اجدادنا هو قاع الدواخل السايكولوجية لدى الانسان قبل ان يخلق علم النفس فهم عرفو الحقيقة الشعرية والسايكولوحية  قبل التكنولوجيا
هائج ،وريم البياتي تذكرني الآن بهذا الفيض السايكولوجي العجيب واذهلتني بالترابط الموسيقي والمعرفي معا بين المفردات والجمل وكانها تنسج بساطا مزركشا من احاسيس..   فرشته على ارض ملونه بعطاية الهية لا غش  فيها..   .. لتقول للساحة العربية: "انا خنساء لا اعرف الترتيب" شعري فرات يتدفق نسغا ليتماثل مع التدفق العفوي في المفردات المتسلسلة في بناءها الفني والجمالي للقصيدة ،ريم تمزج بين السياق والمساق لتصنع تواصلا كاملا مبسطا ومنسابا كانسياب نهر  في جرف مسلط هندسيا..  سبحان الله جعل موهبتها في الشعر هندسة . ...وانا حشرت و تماثلت بين قصيدتين ببيتين وادركت من خلالهما انها تصنع هيئة كاملة لقصيدتها كانها ترسم القصيدة اولا ثم تامرها بالنطق تحت سوط الاحساس بالغضب ....هي ثورة انثوية بين طيات احساسها تكمن العروبة كاملة وكأنها سكنت دواخلها السايكولوجية....فوصفت حكام العرب (بالجمع) بالبيتين  في اعلاه (جمع هزيل )لا نخوة فيه والقصد الشعر محكوم بالعاطفة كحكام العرب  المحكومين بالعمالة  وما بينهما تضيع الارض العربية لتولد فلسطين ,فلسطين اخرى في كل حقبة من زمن .  ....وهذا الترسيم السايكولوجي هو عبقرية عند هذه المرأة العجيبة .. مندهش: كيف لجسدها ان يحمل هذا الغضب والعروبة النبيلة كاملة دون ان ينفجر..!!؟!   عرفتها منذ ثمان سنين وضيعتها وظلت تبحث عن قلمي حتى التقيت الاقلام بعاصفة الطوفان قبل ايام  فهي طوفان دفن في المجهول ولم يتحمله فانفجر وجاء طوفان ريم تماثلا مع طوفان القدس،والكل نيام والقدس ودمشق وبغداد وبيروت وصنعاء تئن تحت اقدام الغزاة
و(الجمع قفرٌ والغلال شحيحةٌ
وعلى سحائبنا العطاش تصدّقي)
----_-----------------------
في كل صبحٍ يبترون الكفَّ
والأقلام صارت مثل أقدامِ البغايا راقصات
             
.   .....والتكملة عندكم  .....شاعرتنا ريم و  خنساء بلا صخر.... تحياتي لك سيدتي
القصيدة :
قومي دمشق غداة يومٍ نلتقي
                 رغماً عن الشيب المقيم بمفرقي
قومي فقد لاحت بوارق عاشق
                  في مقلتيك شراع ذاك العاشق
سفرٌ على دَغش العروبة بارقٌ
               غضباً على غصن الكرامة أورقي
كوني  بخاصرة التراب مواسماً
                    إن البذور تموت إن لم  تُغدقِ
قدرٌ على حد السيوف تلاوة
                   تُتلى وتُحكم بالبنان  اﻷصدق
ياغرة الضوء الوحيد بعالم
                  عاث الظلام بناظريه  فأشرقي
مدّي بنانك كي تنام رياحه
                        إنّ الجبال تصدّ ريح الآبق
الجمع قفرٌ والغلال شحيحةٌ
                 وعلى سحائبنا العطاش تصدّقي
في خافقي للحب ألف حكاية
               صلبوا على جهل الحكايةخافقي
خلعوا على التاريخ عُري إزارهم
                   ضمّي إزارك أحكميه و أوثقي
رصدت عناقيد الكروم ثعالب
                   فخذي دنانك للكروم  وعتّقي
.....ريم  البياتي...