طوفان الأقصى : الشاعر هاني زريفة
طوفانُ الأقصىٰ
شعر وإلقاء: هاني زريفة
ومونتاجه.
تشرينُ عادَ وعادَ الفخرُ يا عَرَبُ
كأنَّما الأرضُ تحتَ الغدرِ تضطرِبُ
خمسونَ مرَّتْ وما بتنا علىٰ شُهُبٍ
ثمَّ استفاقتْ فزانتْ ليلَنا الشُّهُبُ
ما كانَ زُوراً أبا تَمّامَ مَعذِرَةً
حانَ القِطافُ فنادىٰ التِّينُ والعِنَبُ
سمراءُ صاحتْ فلبَّتْها جَبابِرَةٌ
مِنْ كُلِّ صَخْرٍ ومِنْ أحداقِهمْ وثبوا
أشبالَ بِيْدٍ أَبابِيلاً وسابِحَةً
طوفَانَ نوحٍ فأينَ الفَرُّ والهَرَبُ؟!
مِنْ كُلِّ شَوْكٍ وشَوْكُ الأرضِ يعرفُهُمْ
فتيانَها السُّمرَ في أفواهِهمْ لَهَبُ
تشرينُ أبْشِرْ ترَ الصَّحراءَ مائِجَةً
مادَ النَّخيلُ وفي أعناقِهِ الرَّطَبُ
إنِّي لَأَسمعُ في وَهْرانَ زَغْرَدَةً
وفي العِراقِ حِداءً وانتَشَتْ حَلَبُ
أرىٰ القِيامَةَ يا تشرينُ قادِمَةً
سارَ النَّفيرُ وسارَ السَّيْفُ والغَضَبُ
وألمحُ الرَّكْبَ قَبْلَ الفَجرِ أَلْوِيَةً
تُمَزِّقُ اللَّيلَ غارتْ خَيْلُها النُّجُبُ
وأُبْصِرُ الفَجْرَ نوراً بعدَ ظُلْمَتِنا
يُبَدِّدُ اللَّيلَ فانزاحتْ لَهُ الحُجُبُ
طوفانُ زَحفِكَ يا تشرينُ مَوعِدُنا
قَدْ راحَ يَهُدُرُ لا يثنيهِ مُغْتَصِبُ
تعليقات
إرسال تعليق